قال مسؤولون اميركيون في ايجازات خلفية ان الرئيس باراك اوباما يميل الى تعيين آشتون كارتر وزيرا للدفاع خلفا لتشاك هيغل الذي ارغم على الاستقالة الاسبوع الماضي، ليصير رابع وزير دفاع له خلال السنوات الستة الماضية. ولكارتر خبرة واسعة في الشؤون الامني والعسكرية، لكن خلفيته المهنية ليست عسكرية ولم يخدم في القوات المسلحة، وهو حائز على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النظرية، وماجستير في تاريخ القرون الوسطى، وهو معروف بثقافته الواسعة، ويحظى بالاحترام في الاوساط المعنية بالشؤون الاستراتيجية. وكان كارتر قد خدم نائبا لوزير الدفاع السابق ليون بانيتا، وبقي في المنصب بعد تعيين هيغل، لكنه استقال لاحقا للالتحاق بالقطاع الخاص. وكان كارتر من بين الاسماء القليلة التي تم تداولها منذ استقالة هيغل ولكنه لم يكن في طليعتها، عكس السناتور الديموقراطي جاك ريد، والمسؤلة السابقة في وزارة الدفاع ميشيل فلورنوي. لكن بعد ان طلب ريد وفلورنوي سحب اسميهما من التداول تحسنت فرص كارتر لاحتلال منصب وزير الدفاع. ويعتقد ان الطريقة التي تم فيها اقصاء هيغل، والكشف عن تفاصيل وخلفيات تدّخل البيت الابيض من خلال الفريق الصغير الذي يحيط بالرئيس اوباما في صنع القرارات الامنية والعسكرية، احيانا على حساب صلاحيات وزير الدفاع، هي من الاسباب التي دفعت بالسناتور ريد و فرونوي لسحب اسميهما من الترشح للمنصب. ونظرا لان كارتر لا يجلب معه اعباء سياسية وعقائدية يمكن ان يستخدمها الجمهوريون خلال جلسات التحقيق معه وقبل المصادقة عليه، في حال عينه اوباما، هو من بين الاسباب التي تفسر ميل اوباما الى تعيينه في هذا المنصب الحساس خلال فترة حرجة بالنسبة الى وزارة الدفاع عسكريا وماليا، لان الوزير الجديد سوف يشرف من جهة على سحب القوات الاميركية من افغانستان، وادارة الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في العراق وسوريا، ومن جهة اخرى تقليص الموازنة المالية للوزارة. وامتنع الناطق باسم البيت الابيض جوشوا ايرنست عن التعليق على هذه التسريبات، لكنه قال ان كارتر البالغ من العمر 60 سنة " خدم الرئيس والشعب الاميركي بشكل جيد" خلال عمله في وزارة الدفاع، واضاف: " وهو يملك معرفة تفصيلية حول كيفية عمل وزارة الدفاع". وتبين ردود افعل الاولية في الكونغرس ان كارتر لن يواجه معركة صعبة للمصادقة عليه، عكس أي شخصية سياسية اخرى يمكن ان يختارها اوباما. فقد وصفه السناتور جون ماكين، الذي سيصير في كانون الثاني رئيسا للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بانه شخص " غير مثير للجدل" كما اثنى رئيس اللجنة الحالي السناتور الديموقراطي كارل ليفين على كارتر قائلا انه " مؤهل للغاية".