شرعت الجزائر، مساء الخميس، في ترحيل الرعايا النيجريين المقيمين بصفة غير شرعية، عبر أول رحلة نحو ولاية تمنراست بأقصى الجنوب. وذكرت الإذاعية الوطنية أن الرحلة انطلقت في حدود التاسعة على أن تصل إلى تمنراست منتصف نهار السبت. وتم تخصيص حافلات مريحة وحظي المسافرون بمرافقة أطباء ومختصين نفسيين وتأطير للهلال الأحمر الجزائري إلى غاية مركز الاستقبال بتمنراست، حيث سيتم تحويلهم الى النيجر بالتنسيق مع سلطات بلدهم. استفاد الرعايا من طرود غذائية بعد مغادرة الجزائر في شكل هبة في حين لن يتم نقل المرضى إلا بعد التكفل بهم وتلقيهم العلاج. للتذكير جرت هذا الأربعاء عملية ترحيل رعيتين نيجيريتين كانتا في وضعية غير قانونية بالجزائر جوا نحو بلدهما الأصلي بعد خضوعهما لعملية جراحية وتكفل الهلال الأحمر الجزائري بهما. وأكدت المرأتان اللتان لم تفصحا عن هويتيهما "لقد حظينا بالاهتمام والعلاج وتم التكفل بنا جيدا ونرغب الآن في العودة إلى ديارنا وحضن عائلتينا"، معربتين عن "امتنانهما الكبير للسلطات الجزائرية على مساعدتهما القيمة". ورافق الرعيتين (المغادرتين لنيامي) إلى مطار الجزائر فريق من المتطوعين من الهلال الأحمر الجزائري. وأوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أن المرأتين اللتين كانتا ضحية لحادث مرور قد خضعتا لعملية جراحية و تلقيتا كل العلاج الضروري لتحسن حالتهما. وأضافت أن "الرعيتين النيجريتين عبرتا عن رغبتهما في الالتحاق بعائلتيهما بالنيجر و نحن أهديناهما تذكرتي سفر". وتأتي عملية الترحيل بطلب من حكومة النيجر للجزائر لمساعدتها على ترحيل رعاياها لإنهاء معاناتهم. وكان وزير الدولة ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز قد أكد الخميس الفارط أن الجزائر تعالج "بطريقة انسانية" ملف الرعايا النيجريين، مشيرا إلى ترحيل نيجريين إلى مدنهم الأصلية طبقا للإجراءات المقررة مع السلطات النيجرية. وقال الوزير إن "أعراف و تقاليد الجزائر لا تسمح لها بترحيل هؤلاء الأشخاص بالقوة"، مضيفا أن "أغلبية المهاجرين الأفارقة في الجزائر نيجريين وقد تم الاتفاق على ترحيلهم بطلب من حكومة بلدهم". وكانت الحكومة النيجرية أوضحت الجمعة المنصرم في بيان لها بخصوص رعاياها المتواجدين في وضعية غير شرعية بالجزائر أن "الأمر لا يتعلق بتاتا بعملية طرد"، منوهة بتعاون السلطات الجزائرية "الوثيق" في إطار هذه العملية الإنسانية. وأضاف نفس المصدر، أن حكومة النيجر "تعرب عن ارتياحها لتعاون السلطات الجزائرية الوثيق والدعم الملموس الذي تقدمه في إطار هذه العملية الإنسانية لترحيل هؤلاء الرعايا الذين لا يملك أغلبهم بطاقة قنصلية التي تمنحها المصالح القنصلية النيجريةبالجزائر العاصمة وتمنراست". وذكر المصدر ذاته أن "السنتين الأخيرتين شهدتا توجه العديد من السكان خاصة من النساء والأطفال نحو الجزائر لممارسة التسول بالعديد من المدن المطلة على البحر المتوسط لهذا البلد الشقيق" مضيفا أن "تنقل هؤلاء السكان يتم في ظروف خطيرة عادة ما تخلف سقوطا في الأرواح البشرية خاصة بسبب العطش". وأوضح نفس المصدر، أن "الحكومة النيجرية وإذ تبدي انشغالا كبيرا بحجم هذه الظاهرة قررت وبالتشاور مع السلطات الجزائرية والمساعدة التقنية للمنظمة الدولية للهجرة تنظيم عملية ترحيل إنسانية لهؤلاء النيجريين الذين يعانون من وضع في غاية الهشاشة ودون عمل في الجزائر".