في خطوة غير مسبوقة، شهدت العاصمة الفرنسية باريس، نقاشا ضم عددا من الشخصيات الجزائرية والمغاربية من مثقفين وسياسيين، ورجال أعمال، إلى جانب ما يعرف ب "لجنة اليهود الأمريكيين"، المعروفة اختصارا ب (أ جي سي). التي تعتبر اللوبي الأكثر نفوذا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي يوصف بأنه عراب السياسة الخارجية لواشنطن، سيما في علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية. ويأتي هذا اللقاء المشبوه، بعدما فشلت كل المحاولات الدبلوماسية، التي قامت بها الحكومات المتعاقبة على السلطة في تل أبيب، قبل شروع الدولة العبرية في البحث عن سبل جديدة، من شأنها تمكينها من بناء علاقات دبلوماسية مباشرة مع الجزائر، بعدما تعددت اللقاءات المشتركة، من خلال الفضاءات الناشئة، وفي مقدمتها الحلف الأطلسي والاتحاد الأورومتوسطي، والبرلمان الأورومتوسطي، لكن من دون نتيجة. النقاش خلال اللقاء، استمر على مدار عدة ساعات، بأحد الأحياء الباريسية الراقية، وتمحور حول "دور الأقليات في ترقية السلم"، وقد حظي هذا النقاش بكثير من الاهتمام، خاصة من قبل لجنة اليهود الأمريكيين، التي أصرّ مديرها التنفيذي، دايفد هاريس، على الحضور الشخصي، إلى جانب كل من مديرة فرع هذه اللجنة بأوربا، فاليري هوفنبورغ، إضافة إلى مسؤول العلاقات الخارجية باللجنة، جايزن إسحاقسون. أما عن الجانب المغاربي، فقد حضر عديد من الشخصيات، أغلبها من أصول جزائرية، تتقدمهم عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، بريزة خياري (رئيسة لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الفرنسية)، ممثلة عن الحزب الاشتراكي عن مقاطعة باريس، وكذا الدبلوماسي فرانسوا عيسى توازي، مستشار وزير الخارجية الفرنسي السابق، فليب دوست بلازي، وكذلك محند سيدي السعيد، نائب مدير العملاق الأمريكي لصناعة الأدوية "بفايزر"، والناشطة الجمعوية حنيفة شريفي، وناصر كتان، مدير إذاعة "بور آف آم" (الموجهة للجالية المغاربية بفرنسا)، إضافة إلى يزيد صابغ، مدير مؤسسة "اتصالات وأنظمة". وقد شهد هذا اللقاء، حسب مصادر إعلامية فرنسية، توجيه انتقادات للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، من قبل النخب المغاربية، على خلفية غياب الاستعداد لدى جمعيات يهود فرنسا، في إقامة علاقات متكافئة مع الجالية المغاربية المقيمة بفرنسا، بالرغم من إدانتهم لكل أشكال معاداة السامية، في الوقت الذي أعربت فيه لجنة اليهود الأمريكيين، عن رغبتها في إقامة حوار منتظم مع الجالية المغاربية المقيمة في فرنسا، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، في خطوة وصفت من طرف المتتبعين، بأنها محاولة لمد جسور التلاقي مع الجزائر، بعدما فشلت كل المحاولات السابقة، والتي اقتصرت على المصافحات والمعانقات خلال ما يعرف بلقاءات المحافل والجنائز. وجاء هذا النقاش، الذي انتظم ليلة الخميس إلى الجمعة، بعد يوم واحد فقط، من لقاء مشابه، جمع لجنة اليهود الأمريكيين، بالمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، المعروفة اختصارا ب"كريف"، والتي تضم أكثر من 60 جمعية، تتفق كلها على مناصرة إسرائيل، حضره الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى جانب وزيره الأول فرانسوا فييون. محمد مسلم