أطلقت عائلة جزائرية تقيم في العاصمة الليبية طرابلس نداء استغاثة عاجل للسلطات العليا في البلاد لإجلائها في أقرب وقت، بعد أن تعرض اثنان من أبنائها للاختطاف والتعذيب من طرف إحدى الميليشيات المسلحة. تعيش عائلة "ب.خ" على أعصابها هذه الأيام، وذلك بعد إقدام جماعة مسلحة تتكون من 4 أشخاص ملثمين على اختطاف ابنها الأكبر "جمال" 19 سنة، وتعريضه لأبشع أنواع التعذيب والترهيب، ليتم إطلاق سراحه في حالة يرثى لها بعد 6 أيام. وقالت والدة جمال، في اتصال أمس مع "الشروق" أن الملثمين اقتحموا الحوش الذي يقطنون فيه بطرابلس، بعد ما حطموا الباب واختطفوا ابنها البكر، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب والضرب والإهانة. وأضافت السيدة "ب.خ" 51 سنة، التي تنحدر من وهران، وهي أرملة بعد أن توفي زوجها الليبي منذ 7 سنوات، علما أن أبناءها الأربعة من جنسية جزائرية، أن الجماعة المسلحة، عادت إلى الحوش وأطلقت الرصاص، وحاولت اختطاف شقيق جمال البالغ من العمر 18 سنة، لكن لحسن الحظ لم يكن في البيت، مشيرة إلى أن الملثمين الأربعة، اختطفوا ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، وأطلقوا سراحها بعد ساعتين من الاحتجاز، وهي تتواجد حاليا في المستشفى بعد ما تعرضت لصدمة نفسية، وتقول السيدة "خ" إن هذه الجماعة تسعى لدفع العائلة لمغادرة التراب الليبي، لأنه لم يعد "مرغوبا فيها". وأشارت ابنة وهران إلى أن المسلحين اتصلوا أمس هاتفيا بابنها جمال، وحاولوا استدراجه لاختطافه مجددا، إلا أن العائلة هربت أبناءها إلى مكان آمن في ليبيا، بمساعدة الجيران. ورفعت العائلة شكوى إلى مصالح الأمن الليبية التي تنقلت إلى المسكن لمعاينته وحررت محضرا، لتغادر بعدها المكان، علما أن المنطقة تشهد انفلاتا أمنيا رهيبا. وعند سؤالنا عن سبب بقائها في ليبيا، ردت السيدة "خ" بأنها لا تملك مكانا تذهب إليه رفقة أبنائها، بعد أن توفي والداها في الجزائر، بينما شقيقها الوحيد القاطن في وهران يعاني من أزمة سكن خانقة، وطالبت السلطات بإجلائها مع أبنائها وإدخالها إلى الجزائر، ومنحها سكنا لائقا يحفظ كرامتها بعد ما "دنستها" الميليشيات الليبية المسلحة لا لسبب سوى لأنها عائلة جزائرية.