أكد السفير الأردني المحرر فواز العيطان، في أول تصريح له بعد وصوله إلى مطار عمّان، أن عملية التبادل بينه وبين سجين ليبي يقضي عقوبته في الأردن، تمت بطريقة سلسة وحضارية جداً. وقال إن عملية اختطافه تمت من قبل عائلة السجين الليبي لدى الأردن محمد الدريسي، وإنهم تعاملوا معه بطريقة حضارية وإنسانية. وأوضح العيطان في تصريحات للصحافيين عقب وصوله أرض وطنه أنه شاهد السجين الدرسي في طرابلس صباح اليوم وهنأه بالسلامة، مضيفاً أن عملية التبادل تمت بطريقة سلسة وأنها انتهت بطريقة مشرفة، بحضور مسؤولين أردنيين وليبيين. وكانت مصادر أن إطلاق السفير الأردني تم بناء على صفقة بموجبها أطلق سجين ليبي يقضي حكماً مؤبداً في الأردن بتهمة الإرهاب. كما أن الطائرة التي نقلت السجين الليبي محمد سعيد الدرسي هبطت في مطار بنغازي، وعادت إلى الأردن حاملة السفير فواز العيطان. وكشفت تسريبات أن وسيطاً عربياً تولى إبرام الصفقة والتفاوض بين الحكومة الأردنية وقائد قوات درع ليبيا في بنغازي وسام بن حميد، وهي إحدى الميليشيات المسلحة في ليبيا. ويعتبر اختطف العيطان في طرابلس وجرح سائقه بإطلاق نار على أيدي مسلحين ملثمين؛ ثاني هجوم يتعرض له دبلوماسيون في هذا البلد الذي يعاني من انعدام الأمن منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. كما خطف موظف ودبلوماسي من سفارة تونس في ليبيا في طرابلس في 21 مارس و17 أفريل. وقالت تونس إن الخاطفين يطالبون بالإفراج عن ليبيين معتقلين في تونس بتهمة الإرهاب.وفي الأثناء، أكد وزير الخارجية الأردني في مؤتمر صحافي عقده قبل قليل أنه لم يكن هناك أي وساطة دولية للإفراج عن السفير فواز العيطان، الذي كان مختطفاً في ليبيا، موضحاً أن المفاوضات كانت بين دولتين وليس بين دولة وجماعة خاطفة. وقال ناصر جودة في مؤتمره الصحافي إن "الإعلام تحدث كثيراً، وبعض الأخبار غير الصحيحة أثرت سلباً على عائلة العيطان، لكننا في وزارة الخارجية فضلنا العمل في صمت وروية". وأشاد جودة "بدور جوهري للسفير الليبي علي العيساوي، الذي كان فعالاً رفقة أشخاص مؤثرين من منطقة الزاوية في ليبيا"، معلناً أن "تسليم السفير اتضح بشكل جدي يوم أمس الاثنين، وبناء على ما توصلنا إليه أرسلنا طائرة على وجه السرعة".وأكد وزير خارجية الأردن معلومات تحدثت عن دور لعائلة المسجون الليبي محمد الدرسي في اختطاف السفير العيطان، لكنه أوضح بالقول "محمد الدرسي هذا كان محكوماً عليه منذ 2006 وكان هناك اتصالات بين الأردن وليبيا للوصول إلى مذكرة تفاهم يتم بموجبها نقل الدرسي ليكمل محكوميته في بلده، لكن جاءت حادثة الاختطاف في خضم هذه الاتصالات". وقبل ذلك، أكد مصدر مطلع أن إطلاق السفير المختطف في ليبيا تم بناء على صفقة تم بموجبها تسليم سجين ليبي يقضي حكماً مؤبداً في الأردن بتهمة الإرهاب إلى طرابلس. وهي صفقة تبادل تم على إثرها تحرير السفير الأردني المختطف في ليبيا فواز العيطان منذ أربعة أسابيع. من ناحية أخرى، قال أحمد الدرسي شقيق السجين الليبي محمد الدرسي في الأردن إن "شقيقه قد وصل الثلاثاء إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا قادما من الأردن"، مقابل إطلاق سراح السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان. وقال شقيق السجين المفرج إن ظ"وصول السجين محمد الدرسي إلى ليبيا اليوم كان في إطار صفقه مع دولة الأردن تم بموجبها إطلاق سراح السفير الأردني المختطف في ليبيا فواز العيطان"، مضيفا "لقد استلمت شقيقي بنفسي صباح اليوم ولم تستلمه الحكومة الليبية وهو بصحة جيدة جداً". وأشار إلى أن شقيقه وصل على متن نفس الطائرة التي قدمت من الأردن لتقل السفير الأردني إلى بلاده وكان ذلك شرط التسليم.