وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأربعاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه "بلطجي" و"معاد للسامية". وهاجم ليبرمان، الدول الأوروبية واتهمها بالجبن بسبب ما قال إنه "تجاهل" من قبلها لتصريحات الرئيس التركي، التي انتقد فيها مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمظاهرة باريس المناهضة للإرهاب. وقال ليبرمان في إشارة إلى اضطهاد اليهود في ألمانيا النازية "صمت أوروبا وأتباعها لما هو صحيح سياسياً وحضارياً إزاء بلطجي معاد للسامية في الجوار مثل أردوغان وعصابته يأخذنا للوراء إلى الثلاثينيات". وأضاف: "علينا أن نقول الحقيقة وأن نتحدث بوضوح وأن نضع ذلك على الطاولة". وقال عن آثار الهجمات التي قتلت 17 شخصاً بينهم أربعة من يهود فرنسا في متجر للأطعمة اليهودية "في العالم وفي أوروبا معظم المناقشات تدور حول حرية التعبير والتطرف والخوف من الإسلام". وأضاف "لكن الجوانب اليهودية والمعادية للسامية لم تذكر تقريباً وهذا خطأ جسيم على نحو خاص". وجاءت مواقف ليبرمان خلال كلمة ألقاها أمس (الأربعاء)، أمام سفراء إسرائيل المعتمدين لدى دول أوروبا وآسيا، وقد أكد خلال كلمته، على أن إسرائيل لن تبدل موقفها من تحويل الأموال المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية "إلا بعد اعتزال محمود عباس رئاسة السلطة". وكان أردوغان قد ندد بمشاركة نتنياهو بمظاهرة باريس التي جاءت رداً على الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو الساخرة، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قتل الآلاف في قطاع غزة، ما دفع نتيناهو إلى الرد على الرئيس التركي، واصفاً أقواله ب"المخزية". وصعد ليبرمان - الذي أنهى تحالفه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - من لهجته في عدد من القضايا في الأيام الأخيرة وهو يحاول حشد تأييد لحزبه قبل الانتخابات البرلمانية يوم 17 مارس. وكان أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف، شديد الانتقاد لأردوغان الذي يوصف بأنه من أشد منتقدي السياسة الإسرائيلية نحو الفلسطينيين. وليبرمان حارس سابق لملهى ليلي ولد في مولدوفا وهاجر إلى إسرائيل في السبعينيات. وتدهورت العلاقات بين إسرائيل وتركيا بشدة خلال السنوات الخمس الماضية، منذ أن اقتحمت قوات إسرائيلية سفينة تركية وهي تبحر نحو غزة ضمن أسطول صغير متحدية الحصار الإسرائيلي للقطاع في عام 2010. وقتل تسعة ناشطين أتراك على متن السفينة في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وكان أردوغان شديد الانتقاد لإسرائيل في ذلك الوقت عندما كان رئيساً للوزراء ومرة أخرى عندما أصبح رئيساً لتركيا في العام الماضي. وأثناء الحرب على غزة الصيف الماضي، قال الزعيم التركي في تجمع سياسي: "الإسرائيليون ليس عندهم ضمير ولا شرف ولا كبرياء.. والذين ينددون بهتلر ليل نهار تفوقوا على هتلر في الوحشية". وحذر مؤيديه من نقل غضبهم إلى السكان اليهود في تركيا البالغ عددهم نحو 17000 شخص.