يد القانون يجب أن لا ترحم أحدا هنا خرج أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن صمته حيال عمليات الشغب والتخريب التي خلفتها احتجاجات أنصار الفرق الرياضية التي أخفقت في الأشهر الأخيرة. * * سنعزز المصالحة وأبواب التوبة لازالت مفتوحة أمام المغرر بهم * * وبلهجة تحمل كثيرا من التهديد والوعيد قال الرئيس إن أجهزة الدولة لن تتسامح مع أي طرف يحاول إثارة الشغب أو الفوضى أو تخريب الممتلكات العمومية وأملاك المواطنين، مهما كان المبرر وتحت أي غطاء كان، مجددا دعوته للمغرر بهم أن يعودوا إلى سبيل الحق والتوبة، مشيرا إلى عزم الدولة التصدي بكل قوة وحزم لبقايا الإجرام والإرهاب. * وأضاف رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات، خلال الخطاب الذي ألقاه أمام إطارات الجيش الوطني الشعبي، بمناسبة حفل تقليد الرتب بمقر وزارة الدفاع، والذي خرج فيه عن النص في عديد من المرات أنه من غير المعقول أن يقدم الشباب على حرق الوطن وتخريب الممتلكات بسبب خسارة مقابلة رياضية بين فريقين جارين، في إشارة منه إلى الأحداث التي سجلتها العاصمة ووهران الشهر الماضي، معرجا على مشاكل الشباب التي علقها على مشجب المأساة الوطنية، واكد أنه لا يعقل بتاتا في بلد مثل الجزائر يسعى الى التخفيف من أزمة السكن والتبعية الغذائية، نجد فيه بعض الشباب يتعالى ويفضل الوظيفة الإدارية على العمل في قطاعي الفلاحة والبناء، على خلفية أن العبرة بالمردودية والنجاح. * وأبدى الرئيس تفهما لحيوية وحماسة تعبير الشباب عن أحلامهم وشكاواهم واحتاجاجتهم، غير أنه ربط هذا التفهم بضرورة إبداء سلوكات متمدنة ومتحضرة دون تهور أو استعمال للعنف الذي لا يشرف الشباب ولا الوطن، وبدون انجرار وراء المغالطات التي تروجها أطراف، قال بوتفليقة إنها تبتغي التشويه والفتنة اللعينة. * وفي هذا الإطار أطلق الرئيس نداءا للقائمين على المصالح الإدارية المركزية والولائية والمحلية، لاعتماد الحوار ومد جسور الثقة والاستماع الى انشغالاتهم والاجتهاد في إيجاد حلول قدر الإمكان، ملحا على الإسراع في تجسيد السياسات والمشاريع المبرمجة لضمان الإدماج بمختلف أشكاله، مشيرا الى أن ملف الشباب هو قضية الجميع، داعيا الأحزاب والجمعيات ومختلف قوى المجتمع المدني الى الإسهام في إثراء وتوسيع فضاءات الحوار والتواصل مع فئة الشباب. ولم يتوان الرئيس عن التذكير بما رصدته الدولة من أغلفة مالية ضخمة ومئات من المشاريع في مختلف القطاعات ذات الصلة بالشباب. * * المصالحة ستتعزز وأبواب الصفح مفتوحة لمن اختاروا التوبة * في سياق مغاير، أكد رئيس الجمهورية أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز مسار المصالحة الوطنية وتعميقه، مؤكدا أنه مسار "لن نتراجع أو نتوقف عنه انتهجناه بمباركة من الله ومؤازرة من الشعب "الذي التفت حوله بأغلبية ساحقة متبعين تعاليم عقيدتنا السمحة وشيمنا الوطنية الحضارية الإنسانية في الدفاع بلا كلل عن قيم الحوار والإخاء والتسامح". * وأضاف بوتفليقة أن القناعة بالمصالحة الوطنية "صلبة لا تتزعزع" في دولة الحق والقانون التي "تجتهد باستمرار في صيانة حقوق الإنسان وترقية الديمقراطية في صورتها الصحيحة البريئة من اتهامات تحاول تلفيقها هنا وهناك جهات مغرضة أو منظمات مشبوهة"، وذلك في رد صريح عن مضمون تقارير المنظمات الحقوقية التي تشكك كل مرة في مستوى حماية حقوق الإنسان. * وقال إن المصالحة الوطنية تتحقق في مجتمع مسالم متكافل ينبذ العصبية العشائرية والجهوية أو الفتنة الدينية المذهبية هي مصالحة "تتأكد نتائجها في ظل تنمية وطنية شاملة متوازنة غايتها القضاء على مظاهر الاختلال والحرمان والإقصاء وتوفير شروط حياة كريمة لكافة المواطنات والمواطنين" وإخماد نار الفتنة ونبذ الفرقة ولم الشمل مهما تعالت أصوات بعض المشككين المعاندين وتحجرت عقول الغلاة المتطرفين". * وأكد الرئيس أن "هذه الفئة الضالة التي تبتغي التشريع بالباطل بغير ما أنزل الله وما قالت شريعتنا السمحة فئة منحرفة مآلها لا محالة الخسارة النكراء، تعمل على إغواء بعض الشباب بفتاوى كاذبة مغلوطة وشحنهم على جهل أو بلا وعي بأفكار تكفيرية إرهابية هدامة، فتجعل منهم نقمة على أهلهم ووطنهم وعارا على دينهم وأمتهم". داعيا الشباب المغرر بهم الى أن يتقوا الله ويعودوا الى سبيل الهدى ونور الحق الى أحضان الأهل والوطن للمشاركة في بناء بلادهم، مؤكدا بأن "الدولة لن تتوانى في التصدي بكل قوة وحزم لبقايا الإجرام والإرهاب"، كما أنها "لن توصد أبواب الصفح إن هم سارعوا الى التوبة".