كوارث في أعراسنا انطلقت ،أمس، من مقر وزارة التجارة، أوّل قافلة وطنية للتحسيس والتوعية من أخطار التسممات الغذائية، تحت شعار "من أجل صيف بدون تسممات غذائية". * من المنتظر أن تجوب على مدار أسبوع كامل وإلى غاية ال 14 من الشهر الجاري كل ولايات الوطن، تتقرب خلالها من المواطنين لتحسيسهم بمخاطر استهلاك المواد الغذائية دون مراعاة شروط النظافة والوسم والتعليب، وكذا إعلام المتعاملين الاقتصاديين والمستهلكين بالإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لتفادي مثل هذه الحالات. وترتكز أهم نقاط التحسيس على الأسواق الأسبوعية واليومية، كما ستخصص خطبة الجمعة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية لهذا الموضوع. * وزير التجارة الهاشمي جعبوب، وقبل إعطائه إشارة الانطلاقة الرسمية، كشف عن مبادرة جديدة اتخذتها الوزارة في إطار العمل الجواري التطوعي من أجل تفادي المآتم التي تخلفها بعض التسممات المسجلة في الأعراس، وذلك من خلال إيفاد مراقبات من مختلف مديريات التجارة عبر الوطن إلى الأعراس للوقوف على النظافة والشروط الصحية لإعداد الأكل وحفظه. * واستعرض الوزير الحصيلة الوطنية لحوادث التسممات الغذائية التي قال إنها في انخفاض مستمر، غير أن حرص المستهلك ويقظته يبقيان الحل الوحيد لحفظ صحة المواطن وتفادي تلك الحوادث؛ فالإجراءات الردعية وحدها لا تكفي ولن تجدي نفعا ما لم تكن متبوعة بوعي كبير لدى المستهلك. * وبلغ عدد التسممات سنة 1990 ما يقارب 9 آلاف حالة، ليتراجع في 2004 إلى 6 آلاف حالة، ومنها إلى 4 آلاف حالة عام 2006، ليستقر في السنة الماضية عند حدود 3500 حالة. وكشفت المعاينات - حسب الوزير - أن 40 بالمائة من الأطباق المطهية كانت سببا في تلك التسممات، و35 بالمائة بسبب اللحوم، و18 بالمائة بسبب الألبان ومشتقاتها، وأغلب تلك الحوادث سجّلت على مستوى المؤسسات والمطاعم الجماعية ومحلات الأكل الخفيف. أمّا عدد تدخلات أعوان المراقبة وقمع الغش، فبلغ منذ بداية السنة الجارية 148 ألف تدخل أسفر عن تسجيل 26 ألف مخالفة وغلق 1200 محل و2800 رفض للسلع غير المطابقة للمواصفات. * واعترف الوزير أن الجزائر تبقى بعيدة عن المقاييس الدولية المعمول بها في مجال المراقبة، حيث تسجل في هذا الإطار عجزا كبيرا على مستوى الأعوان المجنّدين لهذه المهمة؛ فلا يتعدّى عددهم 3500 عون على المستوى الوطني لمراقبة مليون و200 ألف تاجر، وهناك برنامج لتوظيف 2500 عون جديد وقريبا سيتم التحاق 500 مراقب جديد - كلهم جامعيون - كما تم التقدّم بطلب إضافي لتوظيف 1000 عون، ويجري الإعداد لبرنامج من أجل تدعيم وسائل النقل ووسائل أخرى للمراقبة والمعاينة.