ناشدت عائلة التوأم الشبيه »أنيس عبد المالك« و»سيف الدين«، المنتميين إلى عائلتين مختلفتين بباتنةوبسكرة، التدخل العاجل لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للنظر في هذه »الحالة الخاصة« وواحدة من أغرب وأعجب القضايا على المستوى الوطني والدولي، التي كشفتها الشروق اليومي للرأي العام الوطني قبل عام ونصف العام. وكانت قضية »أنيس« و»سيف« تفجرت في 2006، عندما اتصل شرطي يعمل ببسكرة بوالد أنيس المحامي بباتنة مطلعا إيّاه أنه التقى طفلا يشبه ابنه لدرجة أنه استوقفه وسأله: »كيف جئت يا أنيس إلى بسكرة بمفردك«، لكن الطفل أجابه بغرابة »أنت مخطئ أنا لست أنيس أنا اسمي سيف«! وكانت هذه المكاملة التي تلقاها الوالد من صهره الشرطي هي نقطة البداية لسناريو خيالي لكنه واقعي، حيث تطورت واقعة الشرطي في اتجاه معاكس عندما قرر المحامي إرسال ابنه أنيس إلى بسكرة قصد الانضمام إلى صف الدراسة التحضيرية ببسكرة، طالبا منه التوجه إلى جيرانه القدامى بحي »العالية« لتلقي المساعدة بحكم أن عائلة المحامي كانت تقيم ببسكرة قبيل انتقالها إلى باتنة، وكان الطفل أنيس فوجئ وهو يطرق باب الجيران بشاب أطل من الشرفة مخاطبا إياه »سوف أنزل يا سيف خلال دقيقة«، لكن أنيس ردّ »أنا لست سيفا بل أنيس«، ليرد عليه الشاب بأن صديقه يشبهه كثيرا. وبطلب من هذا الأخير لرؤية شبيهه إلتقى الإثنان بأحضان عنيفة وهما يصيحان »هذا أخي!« ومنذ تلك اللحظة أصبحا لا يفترقان أبدا رغم أن كليهما يحمل لقبا عائليا مختلفا! الغريب في الأمر، أن »أنيس.ن« مولود في 24 جوان 1988 ببسكرة، المصادف ليوم الجمعة، وأيضا »سيف.خ« مولود أيضا يوم الجمعة في 24 جوان 1988، أي في نفس المكان (عيادة التوليد ببسكرة) واليوم والشهر والسنة والساعة السابعة مساءً!. هذا التطابق الغريب أعاد تركيب أحداث يوم 24 جوان 1988، حيث اتضح أن زوجة المحامي »ن. فريدة« أنجبت توأما غير حقيقي أحدهما أبيض اللون »أنيس« والثاني أسمر اللون إسمه »أسامة«، بجوارها أيضا وضعت سيدة أخرى طفلا أبيض اللون هو »سيف«، فهل حدث خطأ ما خلال التفريق بين المواليد الثلاثة، أم أن الأمر محض صدفة وصدفة انتمائهما لأبوين وأمّين مختلفتين؟ وهل من الصدفة أيضا أن أسامة، شقيق أنيس وهو أسمر البشرة، يشبه إلى حد كبير زوج الإمرأة البسكرية والدة سيف الدين يشبه أنيس؟؟ تساؤلات في غاية التعقيد، خاصة وأن الشروق اليومي، التي كانت تحدثت مع أنيس وسيف، اكتشفت التطابق الخلقي والنفسي للتوأم، إلا أن تصريحات والدة أنيس تنفي وقوع خطأ بشري في تسليم الأطفال الثلاثة. تقول السيدة »ن. فريدة« في رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، »في يوم 24 جوان 1988« أنجبت توأما غير حقيقي بطريقة طبيعية والولادة كانت عادية، مما تسنّى أن أكون الشاهدة الوحيدة على إنجابي لولدين مختلفين في اللون والشكل واحد أبيض »أنيس« والثاني أسمر »أسامة«، تشاء الصدف أنه بعد مرور سنين يظهر من نفس المدينة التي أنجبت فيها ولدا ثالثا »سيف« يشبه ابني الأبيض وهو الآخر بنفس التوقيت والشهر والسنة... سيدي، تستطيع أن تتصور ما أثارت هذه الصدفة لدينا من تعجب وفضول وحيرة حتى ذهبت إلى حد أن تؤثر سلبا على حياتنا جميعا وتصدم مصير الأولاد الثلاثة«. وكانت محكمة بسكرة أصدرت قرارا يقضي بتعيين المخبر الوطني للشرطة لإجراء تحاليل على الحمض النووي لأفراد العائلتين للفصل النهائي في هذه العقدة، لكن ظروفا قاهرة منعت الآن الطفلين أنيس وسيف من إجراء تلك التحاليل، ما دفع والدة أنيس إلى الطلب الملح والعاجل لرئيس الجمهورية باستعمال صلاحياته لرفع الظروف القاهرة عن الولدين والإشراف شخصيا على ملف تحاليل الحمض النووي حتى تكون العملية متكاملة من كل جانب.