قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية، الأحد، إن هناك أدلة تثبت استخدام للقنابل العنقودية في ليبيا، خلال الشهرين الماضيين. وفي بيان لها، اليوم (الأحد)، قالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن "هذه الأدلة ذات مصداقية"، وتم العثور عليها في "موقعين على الأقل في ليبيا منذ ديسمبر 2014". واستندت المنظمة إلى مقابلات هاتفية مع شهود وأدلة فوتوغرافية راجعتها، قالت إنها تثبت "العثور على بقايا قنابل عنقودية من طرازات مختلفة في بن جواد في فيفري 2015، وفي سرت (شمال) في مارس الجاري". وبحسب المنظمة، لم يتسن تحديد المسؤولين عن ذلك على أساس الأدلة المتاحة. ستيف غوس، مدير برنامج الأسلحة في رايتس ووتش، قال إن "الأدلة الجديدة على استخدام الذخائر العنقودية في ليبيا تثير القلق إلى أبعد الحدود، وعلى السلطات الليبية التحقيق في تلك الوقائع والتأكد من عدم استخدام قواتها للقنابل العنقودية". وأضاف غوس: "قامت معظم الدول بحظر تلك الأسلحة بسبب طبيعتها العشوائية عديمة التمييز والضرر غير المقبول الذي تلحقه بالمدنيين؛ وعلى الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا (الحكومة المؤقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق ومقرها البيضاء والمعترف بها من مؤسسات دولية) وسائر أطراف النزاع أن تقوم على وجه السرعة بتأمين وتدمير أية مخزونات من الذخائر العنقودية". وطالبت المنظمة ليبيا بالانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية لسنة 2008، التي تحظر استخدام الذخائر العنقودية تحت أي ظرف. يشار إلى 113 دولة وقعت على اتفاقية تحظر إنتاج واستخدام القنابل العنقودية عام 2008، فيما بقيت القنابل العنقودية تستخدم فقط في ليبيا وسوريا وتايلاند، بعد أن أصبحت الاتفاقية جزءاً ملزماً من القانون الدولي عام 2010. وذكرت رايتس ووتش أنها في 11 مارس الحالي، تحدثت هاتفياً مع العميد ركن صقر الجروشي، قائد القوات الجوية الليبية التابعة لحكومة طبرق، فاعترف بأن قواته شنت غارات جوية في فيفري ومارس على بن جواد وسرت، لكنه أنكر استخدام القوات العاملة تحت قيادته للقنابل العنقودية في أي موقع من مواقع الغارات المعلنة. وقال الجروشي: "رغم استمرار الضربات الجوية على المليشيات يومياً إلا أن الجيش الليبي لا يملك سوى الذخائر التقليدية الثقيلة مثل التي استخدمت أثناء الحرب العالمية الثانية، نحن لا نملك ذخائر عنقودية".