تحيي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الأحد، الذكرى الحادية عشر لاغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل، في 22 مارس 2004، عن طريق قصفه بثلاثة صواريخ أطلقتها مقاتلات جوية، عقب تأديته صلاة الفجر بالقرب من منزله شرق مدينة غزة. ونظمت حماس بهذه المناسبة عدة فعاليات، كان أبرزها إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة على شبكة الإنترنت، من داخل منزل الشيخ ياسين. وشيدت حماس، مساء أمس (السبت)، نصباً تذكارياً لمؤسسها أحمد ياسين في حي الصبرة شرقي غزة، وهو المكان الذي اغتالت فيه قوات الاحتلال الشيخ ياسين. كما ألقى إسماعيل هنية، اليوم (الأحد)، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، كلمة من داخل منزل ياسين، أشاد فيها بمناقب مؤسس الحركة، وأكد مجدداً على مبادئها ومرتكزاتها السياسية. وأسس الشيخ ياسين، برفقة مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، في 14 ديسمبر 1987، تنظيماً لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا عليه اسم "حركة حماس"، وانتشر نفوذ الحركة (حماس) داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد انخراطها القوي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وولد الشيخ ياسين في 28 جوان عام 1936، في قرية الجورة قضاء المجدل الواقعة جنوب (فلسطين التاريخية)، وعقب الإعلان عن دولة إسرائيل في عام 1948، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لجأ ياسين مع أسرته إلى قطاع غزة، وتعرض ياسين في شبابه، لحادثة كسر في فقرات العنق، أثناء ممارسته الرياضة، أدت إلى إصابته بشلل تام في جميع أطرافه. وعمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، في مدارس غزة، وأصبح فيما بعد من أشهر خطباء المساجد في القطاع، وتبنى ياسين منذ صباه، أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أُسست في مصر على يد حسن البنا. واعتقلته إسرائيل عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيمٍ عسكري، والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عاماً، لكن أفرج عنه عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة). وفي العام 1987 أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأعادت إسرائيل اعتقال ياسين، عام 1989، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاماً، على خلفية التحريض على أسر وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس حماس بجهازيها العسكري والأمني. وأطلقت إسرائيل سراح ياسين، في عملية تبادل أخرى في أكتوبر عام 1997 جرت بين الأردن وإسرائيل، في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل في العاصمة الأردنيةعمان، وفي مقابل الإفراج عن ياسين، أفرجت الأجهزة الأمنية الأردنية عن اثنين من عملاء الموساد اللذين حاولا اغتيال مشعل. وفي 22 مارس 2004 اغتالت إسرائيل الشيخ ياسين، عن طريق قصفه بثلاثة صواريخ أطلقتها مقاتلات جوية، بعد خروجه من صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرة شرق مدينة غزة. واستشهد معه سبعة من مرافقيه، وتناثرت أشلاء جسده لتختلط بأجزاء من الكرسي المتحرك الذي كان يتنقل به لحظة استهدافه خارج المسجد. ورغم مرور 11 عاماً على اغتيال الشيخ ياسين، إلا أن أسرته أبقت على مقتنياته على حالها، وحولت منزله المتواضع إلى متحف، لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم، بعد أن انتقلت للسكن في منزل آخر مجاور. وخلال الأعوام السابقة، زار منزل الشيخ ياسين، العشرات من الوفود الفلسطينية والعربية والإسلامية، بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي زار قطاع غزة نهاية العام 2012. وللشيخ ياسين تسعة أبناء، ثلاثة ذكور وست إناث، ومن بين بنات الشيخ ياسين الإناث أرملتين، استشهد زوجيهما على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.