أطلقت مصالح الأمن بالبليدة أمس سراح أزيد من 80 موقوفا من رجال الباترويت الذين تم توقيفهم عقب تدخل السلطات الأمنية في عدد من المناطق بالولاية ومنعها الاعتصام الوطني الذي كان مقررا الاثنين بمدينة بوفاريك، حسبما أكده علي بوقطاية عضو التنسيقية الوطنية للمقاومين ل "الشروق". وحسب ما ذكره هذا الأخير، فإن البليدة شهدت فجر أول أمس تدفقا لشريحة الباتريوت من 39 ولاية، تبعه تعزيزات أمنية مكثفة وتم سد منافذ المدينة الواقعة شمال شرق البليدة والطريق المؤدي إليها وتوقيف المحتجين الذين قدموا عبر الحافلات وتم سحب وثائق مركباتهم وتحويلهم نحو مراكز الأمن بعد مشادة متقطعة. وذكر المتحدث أن الحركة الاحتجاجية جاءت بعد انتظار دام خمسة أشهر وتأخر اللجنة الوزارية المشتركة في تسوية 21 مطلبا، مؤكدا أن 2869 ملف أودع لدى القطاعات العسكرية يتعلق بالتقاعد النسيبي الاستثنائي للمقاومين الذي عملوا سبع سنوات ونصفا في مكافحة الإرهاب إلى جانب الجيش الوطني الشعبي، غير أنه تم قبول 84 ملفا فقط وهو ما وصفه محدثنا ب "التأخر المُقلق"، مطالبين اللجنة الوزارية المشتركة بأن تكون "سيدة" وذات مصداقية وأن تتخذ قرارات "آنية" بعيدا عن التسويف والممطالة. ودعا المنضوون تحت لواء تنسيقية الباتريوت إلى الإسراع في العملية عبر الصناديق الوطنية للتقاعد على مستوى كل ولاية. كما أشار بوقطاية إلى الغموض الذي يكتنف وضعية الباتريوت المنتدبين من وظائفهم في الإدارات ومؤسسات القطاع العام للعمل المسلح ومكافحة الإرهاب خلال الأزمة الأمنية وحرمانهم من حقوقهم في التقاعد النسبي والتعويضات. إن رجال الباتريوت يواصلون الالتحاق من ولايات الوطن وبالزي المدني ب "حوش القرو" ببوفاريك حيث قضوا ليلتهم في العراء، فيما تشهد المنطقة أجواء ترقب حذر وإنزالا أمنيا غير مسبوق لمنع زحفهم نحو العاصمة.