تصوير: بشير زمري أثار قرار الحكومة بفرض ضريبة جديدة على المواطنين الذين يشترون سيارات جديدة "حالة هستيريا" غير مسبوقة وسط العائلات الجزائرية التي كانت تخطط لشراء سيارات قبل نهاية السنة الجارية. * كما أثار القرار حالة استنفار قصوى وسط الموظفين الذين دفعوا ملفاتهم للبنوك لطلب الحصول على قروض لشراء السيارات ولم يتلقوا الموافقة بعد، حيث هب هؤلاء جميعا دفعة واحدة لاستعجال ملفاتهم على مستوى البنوك لضمان الحصول على القرض وشراء السيارة واستلامها قبل دخول القرار حيز التنفيذ، خاصة وأن حجم الضريبة ليس بالمبلغ الهين، إذ أنه يتراوح مابين 5 ملايين إلى 12 مليونا على السيارة الواحدة. * بينما سارعت عديد من العائلات منذ الإعلان عن القرار في بحر الأسبوع الجاري إلى التعجيل بإيداع ملفاتها على مستوى البنوك للحصول على قروض لشراء السيارات قبل دخول قرار الضريبة الجديدة حيز التنفيذ، وتسبب هذا الإقبال الفجائي والكبير للزبائن دفعة واحدة على شراء السيارات في خلق حالات اكتظاظ وازدحام كبيرة في غرف البيع التابعة للوكلاء المعتمدين للسيارات والبهو المخصص لعرض السيارات، وطوابير أمام الوكالات البنكية التي تمنح قروض السيارات داخل غرف الشوروم عبر مختلف أنحاء الوطن. * وشهدت غرف الشوروم ونقاط البيع التابعة لوكلاء السيارات أمس طوابير واكتظاظا غير مسبوق، بسبب الإقبال الكبير للمواطنين دفعة واحدة على شراء السيارات بعضهم يستفسر عن القرار الجديد وبعضهم يستعجل ملفاته، وبعضهم يسأل عن سياراته التي ينتظر وصولها من الخارج، وآخرون قدموا طلبياتهم ولم يتسلموا سياراتهم فقط، غير أنهم قلقون ومتخوفون من أن يشملهم القرار في حال ما إذا لم تصل سياراتهم في القريب العاجل. * وفي هذا الصدد قال "محمد حناشي" المسؤول التجاري لشركة طويوطا على مستوى نقطة البيع بحيدرة في تصريح ل"الشروق اليومي" بأن "القرار خلق حالة هستيريا وقلقا غير مسبوق في أوساط زبائن طويوطا الذين لم يتوقفوا عن الإقبال على نقاط البيع، وأضاف بأن فضاءات "الشوروم أصبحت مكتظة بالزبائن الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم، لتسريع إجراءات الشراء قبل تطبيق قرار الضريبة، إضافة إلى عدد كبير من الزبائن الذين يستفسرون باهتمام بالغ عن كيفية تطبيقه وتاريخ دخول الضريبة الجديدة حيز التنفيذ". * وأكد المتحدث أن الإتصالات الهاتفية لزبائن طويوطا لم تتوقف منذ أن نشر الخبر في الجرائد ومنذ أن أعلنت عنه وسائل الإعلام، كلهم يستفسرون متوقعا أن "يتضاعف عدد طلبات الشراء على سيارات طويوطا بسبب التدفق الهائل للزبائن الذين قرروا فجأة التعجيل بشراء سيارات بأسرع وقت ممكن قبل دخول القرار الجديد حيز التنفيذ". * من جهته مسؤول وكالة بنك "سيتيلام" التابع لبنك "بي آن بي باريباس" الموجود على مستوى غرفة الشوروم التابعة لطويوطا قال بأن كل الزبائن الذين يتقدمون نحو وكالتنا لطلب قروض شراء السيارات، متخوفين ويستفسرون بانشغال بالغ عن تاريخ حصولهم على الموافقة وما إذا كان هذا القرار سيمسهم. * وهو نفس الحال بالنسبة لنقطة البيع التابعة لشركة "كيا موتورز" بالخروبة بالعاصمة، التي تنقلنا إليها أمس، حيث يتهاطل عليها عدد هائل من الزبائن منذ الإعلان عن الضريبة الجديدة، وكذلك نقاط البيع التابعة لوكلاء بيجو، ورونو، وفورد وفيات وغيرهم. * وفي هذا الصدد كشف المكلف بالإعلام والإتصال على مستوى جمعية الوكلاء المعتمدين للسيارات في الجزائر في تصريح ل "الشروق اليومي" أن الجمعية ستعقد اجتماعا طارئا نهاية هذا الأسبوع من أجل اتخاذ موقف من الإجراء الجديد. المتمثل في فرض رسم على شراء السيارات الجديدة حدد ما بين 5 إلى 10 ملايين سنتيم بالنسبة للسيارات المستعملة لوقود البنزين، وما بين 7 إلى 12 مليون سنتيم بالنسبة لسيارات الديازال، وذلك في مشروع قانون المالية الذي ناقشه مجلس الحكومة منتصف الأسبوع الجاري.