كثيرا ما ارتبطت عصابات السطو بالعنصر الرجالي، غير أن ما يلاحظ مؤخرا هو ولوج المرأة عالم الإجرام من بابه الواسع، والقضية التي عالجتها محكمة سيدي امحمد مؤخرا تكشف لنا كيف استطاعت المرأة التخلي عن أنوثتها وقدسيتها لتتفرغ للجريمة ودخول عالم المنحرفين. * فالمتهمة »أسيا« هي شابة من العاصمة لم تتعد ربيعها السادس والعشرين، اختارت طريق السرقة فكونت عصابة رفقة صديقيها للاستيلاء على ممتلكات الآخرين، مستغلة أنوثتها لتخطط وتدبّر بربطها علاقة مع الضحية وبعدها تسقيه مخدرا ليستطيع شريكها سرقة سيارته... هاته الأخيرة مثلت أمام محكمة سيدي امحمد لتروي للقاضية بأنها كانت تربطها علاقة عاطفية مع المدعو سفيان الذي سبق وأن أدانته محكمة سيدي امحمد ب3 سنوات سجنا نافذا لارتكابه جنحة تكوين جمعية أشرار لأجل السرقة وحضر جلسة المحاكمة كشاهد هذه المرة، وأضافت المتهمة في حديثها بأن سفيان هو من طلب منها سرقة سيارة المدعو حسان بعد التقرب منه والمبيت معه في شقة بديدوش مراد... * وفي المقابل، فنّد سفيان، الذي حضر كشاهد، ما قالته آسيا، مؤكدا للقاضية بأنها تنتقم منه، لأنها هي من دعته ليقضي معها ليلة في شقة ديدوش مراد ادّعت أنها لإحدى قريباتها، ليتفاجأ بإلقاء القبض عليه من قبل الشرطة، في الوقت الذي كان صاعدا للشقة وبيديه أكياس الأكل والمشروبات الكحولية... تقاطعه القاضية »المتهمة قالت بأنك أنت من جلبت لها المنوّم لتسقي الضحية به حتى يتسنى لك سرقة سيارته«، فرد عليها بأنها تكذب ولا أساس لكلامها من الصحة. وهنا توجه القاضية الكلام للمتهمة قائلة لها: »لقد كوّنتم عصابة للسرقة واستوليتم على حقيبة سيدة ببجاية وسرقتم سيارة من نوع بيجو 406 من مقام الشهيد و30 مليون سنتيم من عند ضحية أخرى«. * * وفي هذا الصدد التمس ممثل الحق العام عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا و50 ألف دينار غرامة نافذة في حق المتهمة آسيا المتورطة في جنحة تكوين جمعية أشرار من أجل السرقة.