دقّ العديد من الأخصائيين بمركز العلاج بمياه البحر، ناقوس الخطر بعد أن انتشرت في المدة الأخيرة ظاهرة نقل مياه البحر إلى مسابح فنادق ومراكز علاج بالعاصمة والادعاء بإمكانية العلاج بها والأكثر من ذلك هو استعمال المياه العذبة في العلاج. * وفي هذا الشأن، أكد المدير الطبي ب»طالاسو« أن مياه البحر تفقد فوائدها العلاجية بعد 48 ساعة ولا يمكن أن تقدم للمريض أي نتائج ملموسة، فالاستعمال الصحيح والفعال هو الذي يكون من منبع البحر مباشرة، والعلاج المرتكز على أسس علمية يستعمل فيه كل ما يجود به البحر من طحالب وأملاح وحتى الرمال والأوحال مع تدعيم هذه الثروة الطبيعية بالطب الفيزيائي. * * واستنادا إلى أوساط من محيط المركز، فإن بعض الفنادق التي تعتمد مثل هذه الأساليب تلقت استدعاءات للتحقيق معها، البعض أقلع والبعض الآخر لايزال يمارس نشاطه خلسة. ووجّه المختصون بمركز سيدي فرج نداء خاصا للمواطنين والمرضى على وجه الخصوص من أجل عدم الانخداع بما يروّج له هؤلاء »المحتالونّ«. * * ممّا لا شك فيه أن مداعبة مياه البحر للجسم أمر جميل، لكن الأجمل هو أن تتزاوج المتعة مع العلاج والوقاية وهو أمر لا نجده إلا في مركز العلاج بمياه البحر بسيدي فرج... المركز الوحيد حاليا في الجزائر المختص في هذا المجال في انتظار إنشاء مركزين مماثلين بشرق وغرب الوطن قريبا. * * ويطرح القائمون على المركز بسيدي فرج أمام زبائنهم خدمات عديدة، فمن السبت إلى الأربعاء يفتح المركز أبوابه للعلاج فقط، ومع نهاية الأسبوع أي يومي الخميس والجمعة تخصص حصص لاستعادة اللياقة تم إدراجها في إطار استراتيجية جديدة للمركز اعتمدها بداية مع سنة 2000، تتضمن حوالي 4 علاجات، بالإضافة إلى التجميل وبرنامج خاص للمصطافين على الشاطئ خلال شهري جويلية وأوت. * * ويزور المركز يوميا 400 شخص ضمن صيغة العلاجات الخارجية، كما يقوم ب1500 علاج يوميا، وحسب إحصائيات السنة الفارطة يكون المركز قد سجل 82 ألف ليلة و9 آلاف شخص بالنسبة للنظام الخارجي. * * ويشتكي أغلب الوافدين والراغبين في الاستفادة من العلاج بهذا المركز، من ارتفاع التكاليف التي قالوا إنها ليست في متناولهم؛ ذلك أن التعويضات التي يتلقونها مقابل ما يدفعونه من أموال تكاد تكون معدومة معتبرينها فتاتا إذا ما قورنت مع ما ينفقونه. * * من جهته السيد مواسي، مدير المركز، قال إن التأمينات تعتبر مشكلا عويصا بالنسبة لهم، فالحالة الصحية للمريض تتطلب، بعد خضوعه لفحص كامل من قبل أطباء مختصين، ما لا يقل عن 6 علاجات وقد تمتد إلى 11 علاجا، كل حسب حالته، والعلاج الواحد يكلف 300 دج وإذا أخذنا بأقل التكاليف فإن المريض يدفع 18 ألف دج، غير أن التعويضات في هذا المجال من قبل "لاكناس" لا تتعدى 170 دج! وأشار المدير إلى مسألة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها تتعلق بعدم مراجعة الأسعار التي لاتزال على حالها منذ سنة 2001 ، سيما ما تعلق بنظام التعاقد. * وبمقابل ذلك، عرفت العديد من المواد الاستهلاكية والطاقوية على غرار الماء والكهرباء ارتفاعا مذهلا ينعكس على الميزانية العامة للمركز.