سيحل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعد غد الإثنين، بالجزائر في زيارة "مجاملة" خاطفة، بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في وقت تشهد فيه البلاد حراكا سياسيا غير مسبوق. ومن المتوقع أن يجري الرئيس الفرنسي مباحثات مع الرئيس بوتفليقة، الذي سيلتقيه بإقامته الرئاسية بزرالدة بالضاحية الغربية للعاصمة، كما سيلتقي هولاند كبار المسؤولين في الجزائر، وسيتطرق معهم إلى تعزيز العلاقات الثنائية، حيث تسعى باريس إلى استرجاع مكانتها في السوق الجزائرية بعد أن انتزعتها منها بكين، حيث انخفضت صادرات فرنسا نحو الجزائر بنسبة 20 بالمائة، مسجلة قيمة إجمالية ب1 , 36 مليار دولار، مقابل تسجيل 2,13 مليار دولار بالنسبة للصادرات الصينية.
كما سيتطرق مسؤولو البلدين إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع الأمني في ليبيا ومالي، اللذين سيكونان حاضرين في المحادثات الثنائية، وخاصة أن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أصبح خطرا حقيقيا لباريس. وأكدت مصادر دبلوماسية، أن زيارة الرئيس الفرنسي التي تعتبر الثانية إلى الجزائر، بعد الأولى التي كانت في ديسمبر 2012، ستدوم 8 ساعات على أقصى تقدير، حيث سيصل الجزائر على الساعة الثانية زوالا، على أن يغادرها في حدود الساعة العاشرة مساء من نفس اليوم، ونقلت مجلة جون أفريك عن مصادر دبلوماسية أن الرئيس الفرنسي سيحضر مأدبة عشاء يقيمها على شرفه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح. وتتزامن زيارة هولاند إلى الجزائر، مع حديث قوي عن ترتيبات لما بعد مرحلة بوتفليقة، والتي ظهرت جليا في تسارع الأحداث داخل أحزاب السلطة، من خلال عودة أحمد أويحيى إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي بعد مرور سنتين فقط على استقالته من الحزب، ورسالة تهنئة قائد الأركان نائب وزير الدفاع لعمار سعداني، بمناسبة تزكيته أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني في أشغال المؤتمر العاشر للحزب، والذي عرف كذلك التحاق عدد كبير من الوزراء لأول مرة بعضوية اللجنة المركزية ومنح صفة "المناضل" للوزير الأول عبد المالك سلال، كما تتجلى هذه التحضيرات في دعوة أويحيى أحزاب السلطة لتشكيل تحالف سياسي جديد لتسويق خيارات السلطة والدفاع عنها.