مازالت الأسابيع الثقافية العربية التي حلت ضيفة على الجزائر في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" مجرد إمضاءات للحضور شكلا ومضمونا، حيث جاءت مقترحات وزارات الثقافة المعنية بتحديد مفردات برامجها "محتشمة" جدا.. مصر والعراق والسعودية، ومؤخرا المغرب.. غابت الأسماء الفاعلة في الأدب والفن وحضر الفلكلور. حلت الفرقة المغربية لأمين دبي العريقة للموسيقى الأندلسية التي قدمت من الرباط، ضيفة على قسنطينة في إطار التظاهرة الثقافية "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية "2015، حيث كان افتتاح الأسبوع الثقافي للمملكة المغربية خاصا، من خلال الصلاة والسلام على رسول الله خير الأنام التي رددها الجميع، وجاءت المتعة بعدها، حيث حضرت الموسيقى الكلاسيكية لتنعش الحضور، وهذا عندما صدح 14 فنانا وعلى رأسهم أمين دبي، أنور زنايدي وواسطة العقد المطربة بهاء الروندة، التي صفق لها الجمهور طويلا، وزادت الجو رونقا إيقاعات آلات الكمان، العود والرباب وغنوا من التراث المغربي "أهلا وسهلا با لحبيب، يا أهلا وسهلا من زارنا، والله لو خيروني في محبتكم"، وبقصيدة "أنا ماني فياش". وقد تم بالمناسبة تكريم كل من المطربة بهاء الروندة، ممثل الوفد المغربي، ومستشارة سفير المملكة المغربية بالجزائر حنان خاي والمسؤول عن معرض الصور الفوتوغرافية الموسوم "أبواب القصبة الجنوبية المغربية"، والشاعرين نبيل منصر ومحمد بشكار، وختم حفل الافتتاح ب"اللهم صلي على محمد". للعلم، فإن المملكة المغربية حاضرة أيضا في الأسبوع الثقافي من خلال المعرض التراثي المقام ببهو قاعة أحمد باي الذي يبرز الهندسة المعمارية للمناطق الأطلسية، والذي أشرفت على افتتاحه مستشارة سفير المغرب بالجزائر حنان خاي. أكد رئيس الوفد المغربي وممثل وزارة الثقافة المغربية حسان فالي بأن العلاقات الجزائرية المغربية متينة في مختلف الجوانب، مبديا سعادته الكبيرة للمشاركة في التظاهرة الثقافية قسنطينة "عاصمة الثقافة العربية" 2015 "نحن في بلد شقيق، تجمعنا به عدة قواسم مشتركة، ثقافة واحدة، ديانة واحدة، وهي فرصة لتعزيز الروابط الأخوية بين المغرب والجزائر، هذه المشاركة ستمنح دفعا ثقافيا قويا للبلدين". وردا عن سؤال حول البرنامج المحتشم للأسبوع الثقافي المغربي، قال ذات المتحدث إن الأمر مرتبط بالتظاهرة ككل، فنحن استضفنا سنة 2013، الأيام الثقافية الجزائرية في المغرب، وسنحل ضيوفا على الجزائر في 2016 بحكم أنها ستكون أكثر توسعا، واعدا الجمهور الجزائري بحضور قوي ومميز، الجزائر والمغرب وتونس لها بنيات تحتية ثقافية مميزة، وهذا يمنحنا قوة دون شك. ولم يفوت الفرصة ليشير إلى أن الفن الجزائري أصيل من خلال تنوعه الكبير والمميز "نحن نتعرف عليه من خلال الفنانين الجزائريين المعروفين كعبد القادر شاعو، رابح درياسة، نادية بن يوسف، فالفن الشعبي الجزائري الذي لا بديل عنه، بالإضافة إلى فن الڤناوي المشترك بيننا، والموسيقى الشبابية الجديدة "الراب"، دوبل كانون".