التقط الشخص الذي يشتبه بأنه متشدد والمتهم بقطع رأس رئيسه في العمل ومحاولة تفجير مصنع في جنوب شرق فرنسا صورة "سيلفي" أو ذاتية له مع الرأس المقطوعة قبل اعتقاله، وذلك حسب ما ذكر مصدر قريب من التحقيق. ويُحتجز ياسين الصالحي الذي ينحدر من أصول شمال أفريقية وعمره 35 عاماً في مدينة ليون، بعد أن اقتحم بسيارته الفان التي كان يستخدمها في توصيل الطلبيات مخزناً لاسطوانات الغاز يوم الجمعة. واعتقل الصالحي بعد دقائق من ذلك أثناء فتح أسطوانات تحتوى على مواد كيماوية سريعة الاشتعال. وعثرت الشرطة على رأس ايرفيه كورنارا مدير شركة النقل التي كان يعمل بها الصالحي معلق على سياج عند المصنع الذي تملكه شركة أير برودكتدس الأمريكية وبجواره أعلام باللونين الأبيض والأسود وتحمل شعارات "إسلامية". وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند، إن الحادث يرقى بوضوح إلى هجوم إرهابي. ويواجه أولوند مخاوف أمنية جديدة بعد مرور أقل من ستة أشهر على مقتل 17 شخصاً في هجوم مسلحين على مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي إيبدو ومتجر للأطعمة اليهودية في باريس. ويُعرف عن الصالحي ارتباطه ب"الإسلاميين" منذ أكثر من عشر سنوات واعُتبر سابقاً بأنه خطر محتمل. ولكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم. و تحتجز السلطات زوجة الصالحي وشقيقته وشخصاً رابعاً لاستجوابهم. وقال فرانسوا مولان المدعى العام الفرنسي يوم الجمعة، إن المحققين سيستهدفون معرفة تسلل الأحداث في المصنع الواقع على بعد 30 كيلومتراً جنوبي ليون ومعرفة ما إذا كان الصالحي قام بهذا العمل بمفرده. وقال مصدر في إنفاذ القانون يوم السبت، إن فحص الهاتف المحمول للمشتبه به أظهر إنه بعث بصورته الذاتية المروعة عبر تراسل الواتس اب لحساب مستخدم مرتبط برقم في أمريكا الشمالية. ولم يعرف صاحب الحساب حتى الآن. وحملت جثة كورنارا آثار خنق مما يشير إلى احتمال أن يكون قد قُتل في مكان غير معروف قبل قطع رأسه. وقال المصدر"لا نعرف ما إذا كنا نتعامل مع أصولي فقد السيطرة على نفسه أو إرهابي حقيقي". ووقع الهجوم في نفس اليوم الذي أوقع فيه مسلح 39 قتيلاً في فندق على شاطئ البحر في تونس، وقتل انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 27 شخصاً وأصاب 227 في هجوم على مسجد للشيعة في الكويت. ومع ذلك قالت السلطات الفرنسية، إنه لا صلة بين الهجمات ولا يوجد ما يشير إلى أن الموقع هوجم لأنه تابع لشركة أمريكية. وقال أولوند الذي أسرع عائداً إلى بلاده من قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل "ليس هناك ثمة صلة سوى القول إن الإرهاب عدونا المشترك". وعلى عكس منفذي هجومى جانفي في باريس ليس للصالحي سجل جنائي. ولكن حقيقة وصفه بأنه يمثل خطراً فيما بين عامي 2006 و 2008 وبأنه كان معروفاً بأن له صلات بمتطرفين "إسلاميين" تثير أسئلة جديدة بشأن أجهزة الأمن وكفاءتها. ويمكن أن يثير الحادث التوترات من جديد بشأن المسلمين الفرنسيين الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين نسمة رغم أن معظمهم أدان الهجوم على شارلي إيبدو.