لا يزال سكان البويرة يتذكرون تلك المجزرة الدموية، التي ارتكبها رب أسرة في 43 من العمر في حق جيرانه، بحي أولاد بوشية الواقع بالمدخل الجنوبي لعاصمة الولاية، وقام بقتل الشقيقين "ب. سعيد" و"ب.رابح"، البالغين من العمر 35 و25 سنة، مع إصابة أربع آخرين من نفس العائلة بجروح متفاوتة، من بينهما طفل في 12 من العمر، وهذا سويعات قليلة قبل أذان المغرب في أحد أيام رمضان من سنة 2013، وهي الحادثة التي أسالت آنذاك كثيرا من الحبر، وقسمت الشارع البويري بين مدين للمجزرة وبين مساند للقاتل. هذا الأخير الذي حولته "الحڤرة" التي طالما تحملها من ضحاياه إلى جلاد، ودفعته لأخذ قرار في لحظة غضب، بأن يضع حدا لها على طريقته الخاصة، بعدما ضاق ذرعا من تصرفاتهم المسيئة له ولأفراد عائلته، وكانت القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت الجاني يرتكب جريمته، هو إقدام أحد الضحايا بالاعتداء اللفظي على ابنة الجاني، عندما خرجت لرمي النفايات، ما دفع هذا الأخير إلى فقدان صوابه وأحضر بندقية صيد، واتجه صوب بيت ضحاياه، حيث التقى بالشخص المعني وشقيقه، فقام بتوجيه رصاصة إلى رأس أحدهما أردته قتيلا، فيما أصاب الآخر على مستوى البطن، حيث توفي أثناء نقله إلى مستشفى محمد بوضياف بالبويرة. إلا أن الجريمتين لم تطفئ غضب الجاني الذي أطلق وابلا من الرصاص صوب بيت ضحاياه، فأصاب والدة ضحاياه التي خرجت لما سمعت صوت الرصاص، بجروح على مستوى اليد، وكذا طفلا في 12 من العمر أصيب بجروح طفيفة، بالإضافة إلى شخصين آخرين من أقارب الضحايا كانا بعين المكان. وبعد ارتكاب الجار الغاضب لجريمته النكراء فر على متن سيارة أحد جيرانه باتجاه بلدية الهاشيمة، بعد أن قام بتهديده وأخذها منه بالقوة، إلا أنه وفي اليوم الموالي قام بتسليم نفسه إلى مصالح الدرك الوطني، وقد سلطت عليه محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البويرة، أقصى العقوبة والمتمثلة في المؤبد.