عرفت انطلاقة الأسبوع الثقافي السوداني، ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، خللا جغرافيا وزمنيا، أربك المنظمين الذين لم يبرقوا لوسائل الإعلام، وأيضا للجمهور زمن ومكان الافتتاح، ومع ذلك جاء اختيار قصر الثقافة مالك حداد القريب من التجمعات السكانية مقبولا، حيث ضمن به القائمون على الأيام السودانية في قسنطينة الحضور القوي للجمهور الذي ظل يسأل عن هذا الموعد منذ فترة طويلة. بحضور وزير الثقافة السوداني مصطفى تبراب، وهو أولّ حضور لوزير ثقافة عربي للأسابيع الثقافية رفقة وفد بلاده، بعد أن نزل بالعاصمة وشارك نادي المريخ السوداني في مغامرته الكروية في سطيف ضمن رابطة أبطال إفريقيا، ليتنقل إلى قسنطينة مع كوكبة من مثقفي بلاده خصوصا الشاعر المتميز صدّيق المجتبي، وهذا ما أكده الوزير الذي قال إن السودان اهتمت بالتظاهرة وحاولت نقل ثقافتها إلى الجزائر وأخذ ما تكتنزه أرض الشهداء من ثقافات، وبدا واضحا أن الأيام السودانية ستأخذ أبعادا حضارية واجتماعية وقومية وسياسية، هدفها إظهار وحدة بلاد النيل الجنوبي، في الوقت الذي تحدث السفير السوداني عن المكتسبات الاقتصادية والثقافية التي تحققت في العلاقات الجزائرية السودانية في الفترة الأخيرة، ضاربا أمثلة تجارية جعلت المنتوج الجزائري الغذائي على وجه الخصوص يطرق أبواب أحد أكبر البلدان العربية والإفريقية، والأقرب وجدانا لقلوب الجزائريين، كما لمسه بنفسه على حد تعبيره السفير السوداني في الجزائر، متمنيا تجسيد مشروع توأمة بين قسنطينة والخرطوم لصالح المدينتين العريقتين. وكان نجم الافتتاح من دون منازع وزير الثقافة السوداني السابق والشاعر الكبير صدّيق مجتنبي محمد الأمين الذي يعرف الجزائر جيدا، فصاحب رائعة الأسياد، طار بالجمهور من الجزائر إلى العراق إلى القدس، وشد الأسماع وهو ينشد: ألحق بالقدس آن الفجر.. لأكتب صديقا للعصر.. وأصلي خلف إمام الرسل. وتمكن الفنان صادق حسين من تقديم وصلات طرب وتراث سوداني تجاوب معه الحضور، قبل أن تختتم الحفلة الافتتاحية ويفتتح رسميا الأسبوع الثقافي السوداني بقسنطينة، الذي يعدّ الأهمّ والأكثر تنوعا من بقية الأسابيع الثقافية العربية.