يطالب سكان ولاية البويرة من الجهات المعنية ضرورة فتح تحقيق معمق لتحديد المسؤوليات، فيما يخص الحالة الكارثية التي يوجد فيها ملعب "أسول" المتواجد بأعالي تيكجدة، والذي أنجز بغلاف مالي يقدر ب 13 مليار سنيتم، والذي كان في وقت سابق يتدرب فيه لاعبو منتخب الوطني ولاعبو الفرق الوطنية، وحتى هواة كرة القدم. تحوّل الملعب المعشوشب الذي يوجد عند مستوى مرتفع "أسول" إلى مرعى للحمير والبقر والماعز، وهذا أمام أنظار السلطات التي تتفرج ولا تتحرك، والتي تعمدت لأسباب مجهولة تحويل ملعب تيكجدة المخصص للنخب الرياضية إلى ملاذ للحيوانات الباحثة عن الكلأ، في الوقت الذي تعاني فيه ملاعبنا العشبية على قلتها من سوء الأرضية، ورداءة عشبها. استنكر الكثير من الزوار والسياح الذين يفضلون اختيار أعالي تيكجدة لقضاء بعض السويعات الحالة المزرية التي وصل إليها ملعب "أسول"، والذي تحوّل بين ليلة وضحاها إلى مرعى، وهذا ما جعل الكثير منهم يتزاحمون من أجل التقاط صور للأحمرة وهي مستلقاة على أرضية الملعب تتخبط تحت أشعة الشمس، فيما يتسارع الأطفال بكل براءة إلى إطعامها. للتذكير فإن ملعب"أسول" انطلقت فيه الأشغال منذ عام 2002، كمشروع أطلقته اللجنة الأولمبية، وقدرت الأموال التي صرفت لأجل إنجازه ب13 مليار سنتيم، هذا الملعب الذي أصبح مهمشا، رغم امتلاكه لمضمار من نوعية رفيعة، أصبح مسرحا للحيوانات وليس للرياضيين. نفور السياح بسبب رداءة الخدمات والمرافق الزائر لتيكجدة سيتحسّر حتما على حالتها في فصل الصيف، حيث تقل حركة الزوار والسيّاح، وهو أصلا ما اكتشفناه في جولتنا القصيرة إلى هذا المعلم السياحي الرائع، لأن افتقاده لأدنى شروط السياحة، جعل السيّاح يفرون إلى مناطق أخرى في الداخل أو الخارج، وهي الفكرة التي يجب أن تفهمها السلطات وعلى رأسها القائمين على السياحة، خصوصا وأن الدولة تحركت في المدة الأخيرة، وطالبت بإعادة تهيئة كل منطقة لها علاقة بالتاريخ والسياحة، لإعادة إحيائها مجددا بعدما غابت في السنوات الماضية. تحوّلت منطقة تيكجدة إلى قِبلة لبعض العائلات وبعض السياح الذين يعدون على أصابع اليد، والذين يقصدونها من الولايات المجاورة والبعيدة وحتى من الخارج للتمتع باللوحات الطبيعية الساحرة بعيدا عن صخب المدن وشواطئ البحر التي تعج بالمصطافين في هذه الفترة، ما جعل الباحثين عن الهدوء يتجهون في معظم الأحيان إلى التمتع بالجبال الخلابة لتيكجدة، حيث تجدهم يركنون سياراتهم على حافة الطريق رفقة أطفالهم الذين يجدون راحتهم في التمتع بالمياه الباردة وبعض الحلويات والفول السوداني الذي يُكسب الشباب بعض الأموال، خاصة في هذه المنطقة التي يقل عليها التردد في فصل الصيف لعدة أسباب رغم أنها استعادت أمنها بعد حادث اختطاف وإعدام الراعية الفرنسي "قوردال"، بينما تجد بعض العائلات متعة كبيرة في تحضير وجبة عشائها بعين المكان من خلال شواء السمك أو شرائح الديك الرومي "البربكيو"، حيث تنبعث الروائح وسط فرحة العائلات والأصدقاء الذين يقتنون أيضا مختلف الفواكه المعروضة للبيع على مقربة من ملعب "أسول". في حين تفضل بعض العائلات الاستفادة من خدمات المطعم المتنقل الذي يسعى لجلب الزبائن ودعوتهم للاستفادة منها، كما تشكل السلاسل الجبلية مناظر خلابة تستقطب السياح، حيث يغلب على الغطاء النباتي الأشجار المتماسكة التي صنعت مناخا جذابا، وما سهل الأمر أكثر على المرتادين لتيكجدة هو قربها من البويرة وتيزي وزو وقلة حركة المرور وغياب الازدحام الذي كان يؤرقهم خلال الفترة الشتوية، فضلا عن الأمن الذي لم يعد عائقا أمام الراغبين في الاستمتاع بالطبيعة ومناظرها الخلابة، حيث يتمتع الزائر للمنطقة بالراحة والأمن بدخوله إلى تيكجدة ويلاحظ على السياح الجزائريين في الفترة الصيفية، أنهم يأتون من ولايات عديدة وبعيدة. الزوار يداعبون قردة الماغو ويشربون مياه تيكجدة من مكنونات الطبيعة التي تنفرد بها المنطقة، تلك المياه العذبة المتفجرة من ذروة جبالها، فالزائر لها لا يمكنه أن يمر مرور الكرام دون أن يشرب من تلك الينابيع المتدفقة من كل مكان لما يميزها من برودة وحلاوة المذاق، بحيث يحبذ كثير من الوافدين والمارين على المنطقة التمتع بمناظرها، وإرواء عطشهم والاسترخاء ومن ثمّ مواصلة سفرهم، مما جعل الكثير منهم يصفونها بالمياه الصحية، ومما زاد المنطقة حيوية وتميزا هي حيوانات القردة النادرة عالميا، حيث تنزل أعداد كبيرة منها من أعالي الأشجار فاسحة المجال للزوار، وخاصة الأطفال للتمتع رفقتها ومداعبتها وأخذ صور إلى جانبها في هذا المكان الذي يتميز أيضا بعدم تواجد تجمعات سكانية لارتفاع المنطقة وصعوبة تضاريسها ووعورتها، فالكثير منهم يقصد أماكن تواجدها، خاصة الأطفال حيث يستمتعون معها بتقديم الأكل المفضل لها ك"الموز" و"الفول السوداني" وغيرها، وكذا أخذ صور لها، والاستمتاع بحركاتها التي تثير إعجاب العائلات وفرجة حقيقية للأطفال، بحيث نجد في هذا الموضع زحمة عالية لتوافد الكثير من محبي هذا النوع من الحيوانات الطريفة، وهي موجودة بكثرة بتيكجدة والتي تعتبر تحفة طبيعية نادرة، حيث تجتمع كل المناظر الساحرة والجذابة في أهم وأجمل المواقع السياحية التي تزخر بها البويرة، فتيكجدة مكنون سياحي باهر بمميزات متنوعة، ما جعله يلقى اهتمام المعجبين بخبايا الطبيعة وما تبطنه من كنوز جعله قبلة للزوار والمحبين للطبيعة لو نهض القائمون على قطاع السياحي بالمنطقة من سبات نومهم العميق لإعطاء نفس جديد للسياحة والتي تم نحرها للأسف الشديد مباشرة بعد إعدام الرعية الفرنسي "غوردال".