لا تزال صورة الرضيع السُوري "إيلان كردي"، الذي قذفت به أمواج البحر على أحد شواطئ تركيا، تهز الرأي العام العالمي بعدما وُجد جثة هامدة خلال محاولة أهله الهرب من جحيم الحرب في سوريا. إذ تفاعل كثير من الفنانين الجزائريين مع الصورة، لافتين أن الكلام مات أمامها وانعقد اللسان !!، فراح بعضهم يرثي المشهد ويبكي من قساوة صدمته. بينما أثبت بعضهم أنه خارج مجال تغطية الأحداث، وكأنه في غيبوبة تامة لما يجري على كوكب الأرض؟؟. "بين عالم الواقع وعالم المواقع" فنان الراب لطفي دوبل كانو، كان من أوائل الفنانين الذين عبّروا وتفاعلوا مع بشاعة المشهد. فكتب عبر صفحته الرسمية على "فايس بوك". قائلا: "حكومتنا قدمت تعازيها الخالصة بعد ساعات قليلة من عملية "شارلي إيبدو"، أما فيما يخص الرضيع السوري ..ما كان حتى كلمة". بينما كتب كريم الغانغ متسائلا: "سؤال إلى كل من نشر صورة الطفل السوري.. هل تعلم أن هناك العديد من الأطفال السوريين مرميون في جل ولايات الجزائر إلى يومنا هذا؟، هل تعلم أن أنا وأنت وأغلبنا يمر عليهم يوميا مرور الكرام؟. هل تعلم أن عدد الذين نشروا صورة الطفل في عالم المواقع أكثر بكثير وبكثير وبكثير من الذين ساعدوا أطفالا سوريين في عالم الواقع؟ وهل تعلم أن فرصة مساعدة أطفال سوريا لا تزال قائمة حتى الآن؟ماذا تنتظر ما بين عالم الواقع وعالم المواقع؟". "تحية لأنجيلا ميركل" من جانبه، لم يكتف مُغني الراب دادو فينومان، بالشجب والتعليق، إذ كتب كلمات مؤثرة جدا قرر تحويلها إلى أغنية تنتقد موقف العرب حيال ما يحدث في سوريا، فدوّن كلمات الأغنية وإلى جانبها صورة الرضيع السوري عليها عبارة "سأخبر الله بكل شيء". "ملائكة على شواطئ الموت" المُخرج يحي مزاحم -ذي الأصول السورية- (من أشهر أعماله سلسلة "ساعد القط")، قام بإعادة نشر صورة الطفل "إيلان" قبل وفاته، وهي الصورة التي سبق ونشرتها صفحة الثورة السورية. وعلق عليها قائلا: "أنيقٌ جميل بحث عن مساحة فرح، لم يجدها على هذه الأرض فارتقى طيراً إلى الجنان .. إنه إيلان". أما الشاب كادير الجابوني، فهو اكتفى بنشر صورة مؤثرة للطفل الرضيع حصدت أكثر من 22 ألف إعجاب في دقائق معدودات. بينما حرص الفنان كريم مصباحي على إعادة نشر" فيديو" لشبكة شام الدولية حول الواقعة، وعلق عليها قائلا: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ملائكة على شواطئ الموت.. فيديو لطفل سوري سحبته أمواج البحر إلى الشواطئ التركية بعد غرق القارب الذي كان على متنه". "أين هو ذاهب هذا العالم"؟ نجمة برنامج "ستار أكاديمي10"، الفنانة الجزائرية كنزة مرسلي، نشرت عبر حسابها الخاص على "تويتر" منّددة بحادثة غرق الطفل السوري. حيث كتبت قائلة: "مللنا من العبارات المسموعة والمقروءة التي تقال عند حدوث مثل هذه المأساة، لأن لا شيء يتغير ولا ساكن يتحرك".. أما الممثل ميموني أمين، بطل المسلسل الرمضاني "حب في قفص الاتهام"، فاكتفى بطرح سؤال: أين هو ذاهب هذا العالم؟. خديجة بن قنة: "هذا هو الفرق بيننا وبينهم" الصحفية الجزائرية في قناة "الجزيرة"، خديجة بن قنة، كتبت معلقة على هذا الموضوع: "الجميع اكتفى بنشر صورة الرضيع السوري تعبيرا عن حجم الصدمة والفاجعة..إلا صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فقد نشرت الصورة وأرسلتها إلى مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وطلبت أن يوصلوها إليه كي يجيب على بعض الأسئلة، خصوصا موقفه من العريضة التي وقعها عشرات آلاف البريطانيين للمطالبة باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين: هذا هو الفرق بيننا وبينهم". "الضمير العربي.. النهاية" أخيرا، نشرت الفنانة سماح عقلة صورة مؤثرة للطفل السوري أمام قبر متبوعة بعبارة "الضمير العربي.. النهاية"، ثم أعادت تدوين الكلمة التي ألقتها رئيسة وزراء ألمانيا، أنجيلا ميركل، والتي جاء فيها: "غدا سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا، وكانت مكة بلاد المسلمين أقرب إليهم، غدا سنخبر أطفالنا أن رحلة اللاجئين السوريين إلى بلادنا، كانت كهجرة المسلمين إلى الحبشة، حيث كان فيها حاكم نصراني لا يظلم عنده أحد".
تفننوا في رسم صورة جسده على شاطئ"بود روم"في تركيا.. صور الطفل السوري "إيلان كردي" تغزو صفحات الفنانين العرب تفنن بعض الفنانين العرب، في نشر صورة جسد الطفل السوري الصغير "إيلان كردي"، فمنهم من أضاف إليه أجنحة، للإيحاء بأنه ملاك صغير، ومنهم من علق بكلمات وجدانية، وآخرون نشروا صورته وسط زعماء العالم، ووضعوها برسم مجلس الأمن الدولي، والبعض نشر صورة الطفل في السماء، للإشارة إلى أنه أصبح الآن في مكان أكثر دفئاً.
"أطفالنا أكبادنا يصعدون إلى السماء" من بين الفنانين العرب الذين علقوا على صورة الطفل السوري، داليدا خليل التي كتبت: "يا رب أثق أنك تراه وتشعر بي"، بينما علّقت شكران مرتجى: "أطفالنا أكبادنا يصعدون إلى السماء". أما تيم حسن فكتب: "يا رب لطفك بسوريا وأهلها ونسائها وشيوخها وأطفالها. دعاكم للمساكين المشردين والغارقين والجرحى والشهداء"، مضيفاً: "بالله عليكم بلا سياسة"، وذلك للتأكيد على المعنى الإنساني والوجداني لما يحصل، بعيداً عن الاختلافات السياسية.
كلمات مؤثرة من أصالة الفنانة المصرية فيفي عبده اكتفت بالقول: "حسبي الله ونعم الوكيل"، أما درّة التونسية، فعلقت قائلة: "هنا يموت الكلام وينعقد اللسان"، وكتب سعد المجرّد: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، بينما كتبت أصالة: "يا الله يا الله يا الله لو هاد ثمن الحرية فلتحيا العبودية، وبيكفينا ذلّ وقهر وغصّة، يا حرام على إنسانيتنا اللي انتحرت بالمجموعات وصار السوري شابا منبوذا وما حدا من أهله بيفتحله بيته، وأمه عقابها مثله لأنها جابته وأبوه مصيره الحسرة وأكبر أمنياته يلاقوله مكان لما يموت، وأطفالنا بكل مطرح عمّ بيموتوا وكل واحد بطريقته وبواب بوجهم بتتسكر". مضيفة: "بنتعاطف وبنرجع ننسى، بدنا الشعب السوري يتوحّد ويقول يا الله وبس اللي بيقدر يحلّها لأنه اللي خلقهم الله ليحسّوا ببعض، وليواسوا بعض بطلوا بدهم هالشعور، يمكن لأن الشعور بدّه فعل والفعل بدّه إنسان والإنسان مثل هالولد.. ما بتعرف كيف مات".
شيريهان:"كيف سنرفع وجوهنا لوجه الله؟" الفنانة الاستعراضية شيريهان كتبت: ماذا نعلق أو نكتب على مثل هذه الصورة؟! كيف سنرفع وجوهنا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ وماذا سنقول له ؟!!!.. صورة الطفل الرضيع إيلان كردي الذي قذفت به أمواج البحر على أحد شواطئ تركيا، هل كنا وكان العالم يحتاج إلى مشاهدة صورة غرق هذا الطفل السوري المسكين الهارب من ما يحدث في وطنه إلى بلاد تهينه وبلاد ترفضه للاستفاقة أو إلى انفجار المشاعر وصحوة الضمائر ؟!!.. قلبي يبكي قهراً منذ أن شاهدت صورة الطفل الفلسطيني محمدالدرة في 30 سبتمبر 2000 ؛ واليوم في سبتمبر 2015 قلبي ينزف عجزاً أمام صورة الطفل اللاجئ السُوري الغريق؛ لا حياة يا سادة يا كرام للطفل العربي المسكين."