وجدت صورة جثة الطفل الصغير الذي يرتدي قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق وحذاءا بنيا، وهو ملقى على وجهه وسط رغوة الأمواج المتكسرة على شاطئ بأحد المنتجعات التركية الشهيرة تعاطفاً غير مسبوق، تُرجم في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الصحافة، حيث انتشرت الصورة على أغلب صفحات العربية والدولية على مواقع التواصل، مع تعليقات تتحدث عن الفاجعة، ووجع ومآسي الشعب السوري، فعلى تويتر، فوصل هاشتاق #غرق_طفل_سوري إلى لائحة الأكثر تداولاً عالمياً، كما تم تداول هاشتاق "#الإنسانية_تلفظ_على_الشاطئ، بالإضافة إلى هاشتاق #KiyiyaVuranInsanlik باللغة التركية. أما على الفايسبوك فقد انتشرت صورة الطفل السوري بسرعة البرق وصنعت الحدث يوم أمس مصحوبة بتعاليق غاضبة ومتحسرة على الوضع الكارثي الذي وصل اليه الأشقاء السوريون، كما نشر مستخدمون رسوماً كاريكاتوريّة، صوّرت الطفل يرقد أمام شواطئ الدول الخليجية، وفي وسط مؤتمر الجامعة العربية، وأمام قبر كُتب عليه "الضمير العربي"، بالإضافة إلى صورة أخرى سخرت من التعاطي مع اللاجئين كموادّ لمواقع التواصل الاجتماعي فقط، من دون التحرك لمساعدتهم.
كما ركزت الصحافة بمختلف أنواعها على هذه الحادثة فكتبت أغلب الصحف والمواقع العالميّة، حيث تساءلت "الاندبندنت": "إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين، فما الذي سيغيره؟" بينما قالت "دايلي مايل": "مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين"، فيما كتبت مجلة "لونوفال اوبسرفاتير" الفرنسية على موقعها: "كل هذا من أجل هذا الجحيم؟" بقلم أحد صحافييها البارزين ماتيو كرواساندو، الذي قال "إن الصورة الفظيعة كفيلة وحدها بإقناع العالم وأوروبا، بضرورة المرور من طور الاكتفاء بالكلام إلى طور الفعل"، وأضاف "الفعل يعني الآن وفوراً"، أما صحيفة "لافانغارديا "الإسبانية، فقالت إنه إذا كان لابد من وضع عنوان معبر عن المأساة السورية، فإن هذه الصورة "الأكثر بشاعة وفظاعة" ستكون بلا شك العنوان المناسب لتوصيف الوضع الكارثي في سوريا.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
وانتشرت الصورة على التلفزيونات العربيّة والأجنبية وأجمعت وسائل الإعلام على أنّ "الصورة قاسية وتُلخّص حال اللاجئين السوريين حول العالم الذين يُحاولون الوصول إلى أوروبا"، ولقت تعاطفا كبيرا من الأوروبيين مع صورة الطفل "التي فطرت قلوبهم"، مطالبين زعماءهم بالتدخل لإنهاء مأساة اللاجئين.
كما خرجت عائلة الطفل السوري الغريق عن الصمت لتكشف للمرة الأولى تفاصيل هذه المأساة التي هزت العالم، حيث قالت عمته تيما كردي التي تسكن في كندا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية ، إن الصور تظهر أيضا غرق شقيقه وأنهما (غالب 5 سنوات وأيلان 3 سنوات) كانا برفقة والديهما على متن زورق مكتظ باللاجئين الفارين من سوريا، عندما انقلب الزورق قرب جزيرة كوس اليونانية، وأضافت أنهما فارقا الحياة مع والدتهما ريحان بينما نجا الوالد عبدالله، وأشارت تيما، إلى إن العائلة أرادت الفرار من المدينة السورية المحاصرة كوباني وبدء حياة جديدة في أوروبا. ويبدو أن الطفلين الغريقين لم يحصلا على سترات نجاة، تمكنهما من الصمود في البحر الذي أشارت التقارير إلى أنه كان هادءا وقت انقلاب الزورق.
وجاء تصريح العمة تيما الكردي، بعد أن اتصل والد الطفلين ليخبر عائلته بأن زوجته وابنيه قد فارقا الحياة غرقا. وقالت العمة، إن شقيقها عبدالله الكردي كان قد قدم طلب لجوء إلى كندا منذ فترة قصيرة، إلا أنه رفض في حزيران الماضي، وأضافت أنها حاولت قدر الإمكان مساعدة عائلة شقيقها بالهجرة عن طريق وضع مبلغ من المال في حساب بنكي، إلا أن محاولاتها بائت بالفشل، فلم يكن أمام العائلة سوى مغادرة سوريا بالزورق.