مراسل الشروق رفقة جيسيكا "أنا مرتاحة جدا الآن لأني فعلت ما كنت أرغب فيه واستجبت بصدق للإحساس الكبير الذي كان يخالجني منذ تعرفي على زوجي"، بهذه العبارات البسيطة والعميقة لخصت لنا "جيسيكا لافال" قصة اعتناقها الإسلام عشية شهر رمضان المبارك. * * انبهرت بتكافل الجزائريين وتضامنهم وكتب أبي الأعلى المودودي أدخلتني الإسلام * * * بدت لنا شبه خائفة ومذهولة عندما تنقلنا إلى بيتها، قال لنا زوجها السيد السعيد مريوت إن ذلك يعود لخجلها الشديد، لكنها حينما تحدثت وشرعت في رواية تفاصيل اعتناقها الإسلام بدت واثقة جدا من نفسها، وقالت إن فكرة إقبالها على هذا الدين تعود إلى ثلاث سنوات خلت، أي منذ تعرفها على زوجها، حيث بدأت تسأل وتستفسر عن كل صغيرة وكبيرة وكلما عرفت شيئا أو قرأت أمرا تزداد ارتياحا له، وبعد أشهر قليلة من زواجها وبعد أن زارت الجزائر لأول مرة بدأت فكرة تقربها من الإسلام تزداد رسوخا، وتطورت إلى التفكير في اعتناقه بعد أن أقبلت على مطالعة الكثير من الكتب الإسلامية. * في هذا السياق، يقول زوجها السيد السعيد مريوت وهو جزائري ولد بفرنسا وعاش بالجزائر ليعود ويستقر في فرنسا منذ أكثر من تسع سنوات، ويبلغ من العمر الآن 30 سنة، يقول: منذ الأشهر الأولى لارتباطنا كنا كل ليلة قبل النوم نتحدث عن الإسلام، وكانت تسأل كثيرا فهي فضولية بطبعها، وتسألني عن معاني ما تقرأه في القرآن، وأحاول الإجابة بقدر المستطاع، كما حاولت أن أوضح لها القيم الحقيقية لديننا، وكانت تقتنع بسرعة، خصوصا بعد أن زارت الجزائر، فأنا احتفلت بعرس زواجي في الجزائر وفق التقاليد والأعراف المعروفة عندنا، ابتداء من قراءة الفاتحة إلى كل المراحل الأخرى، وسعدت جدا بإقبالها على التعرف على ديننا، وصراحة كنت كلما سمعت أو قرأت عن نساء يسلمن في فرنسا أتساءل لماذا لا تكون زوجتي من بينهن، لذلك أنا اليوم أعيش سعادة كبرى لاعتناقها الإسلام بصفة رسمية. * * التلفزيون الفرنسي يبعث صورا مرعبة عن الإسلام والمسلمين * * سألنا جيسيكا عن الأمور التي ربما جعلتها تتردد من قبل في اعتناق الإسلام، فتحدثت أولا عن التلفزيون الذي يقدم الإسلام والمسلمين في صورة قاسية تبعث على الخوف، ومن يصدقه لا يمكن أن يفكر يوما في الاقتراب من هذا الدين، وهي الصورة التي كانت تحملها عنه، علاوة على سلوكات بعض المسلمين التي تبدو لها غير لائقة، لكنها من حسن حظها كانت تسأل زوجها عن خلفيات كل شيء فتفهم مباشرة حقيقة الأمور، وتفهم أن سلوكات بعض المسلمين لا تعكس حقيقة الإسلام، فقبل أسابيع احتارت حين قرأت في القرآن أن المسلمين كانوا يأتون الجواري مما ملكت أيديهم كما يأتون زوجاتهم، حتى شرح لها زوجها أن ذلك كان قبل الإسلام، كما تفهمت جيدا أن تعددية الزوجات مبنية أساسا على شرط العدل بينهن كما قالت، أما حينما سألناها عن الأمور التي رغبتها أكثر في التعرف على الإسلام فأوضحت أن كل شيء تقرأه عنه وعن أحكامه يزيدها حبا في التقرب منه و قرأت le dogre de l'islam لأبي الأعلى المودودي الذي أثر فيها، وأيضا سلوك زوجها ومعاملته الطيبة لها والمستمدة من صميم الدين كما يوضح لها جعلتها ترغب في اعتناقه. أما الشيء الذي لفت انتباهها أكثر فهو ما لاحظته عند زيارتها الجزائر من ظاهرة التكافل في المجتمع. * عطلة جيسيكا وزوجها ستنتهي هذه الأيام ليعودا إلى مدينة "كان"، سألناها كيف تتوقع ردة فعل محيطها هناك، فقالت إن ذلك لا يعنيها كثيرا لأنها فعلت ما ترغب في فعله عن قناعة وعن طيب خاطر وأيضا بعد تفكير طويل، والأمر في النهاية يخصها وحدها، لكنها توقعت متاعبا قليلة في مقدمتها ردة فعل أسرتها (الكاثوليكية) التي لا تعلم حتى اليوم بخبر اعتناقها الإسلام.