دعت مجموعة من السيدات ينحدرن من ولايات داخلية، على غرار المسيلةالجلفة وتيسمسيلت ممن أصبن بما يعرف ب"الحمل العنقودي" وزير الصحة عبد المالك بوضياف التدخل لتوفير العلاج بمقر إقامتهن، بعدما أعياهن التنقل نحو البليدة بشكل أسبوعي، فيما يتربص بهن خطر الموت المفاجئ في أي لحظة حال انقطاعهن. أوضحت سيدات تتراوح أعمارهن بين 30 و50 سنة التقتهن "الشروق" بمصلحة طب النساء بالمركز الاستشفائي الجامعي حسيبة بن بوعلي بالبليدة "بن بولعيد سابقا" أنهن تعرضن لما يُعرف بالحمل العنقودي، وهو حمل غير سليم يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تستدعي العلاج على وجه الاستعجال قبل أن يتحوّل إلى ورم سرطاني قد يؤدي إلى الوفاة. ذكرت محدثاتنا أنه بالنظر لعدم توفر الأدوية والإمكانيات الطبية عبر المؤسسات الاستشفائية بمقرات إقامتهن فإنهن يتلقين الإسعافات فقط ليتم تحويلهن نحو مستشفى البليدة من أجل المتابعة والعلاج بالحقن على مدار سبعة أيام متواصلة. قالت المعنيات إن التنقل والإقامة بالبليدة ليس بالأمر الهين، مؤكدات أن إحدى الجمعيات الخيرية تتكفل بإيوائهن، غير أنهن يواجهن مشاكل جمة، سيما فترات الأعياد والمناسبات، حيث توصد الجمعيات أبوابها ويضطررن إلى دخول المستشفى، وما يكابدنه من معاناة البعد عن ديارهن وعائلاتهن. أفاد مصدر طبي للشروق أن الحمل العنقودي مرض خطير قد يؤدي إلى مضاعفات على غرار التهابات الرحم والنزيف وتسمم دموي، مع استمرار ارتفاع في هرمون الحمل، ما يستلزم العلاج لفترة طويلة قد تزيد عن سنة، مشيرا إلى إمكانية تحول الأنسجة المكونة للحمل العنقودي إلى ورم سرطاني نادر ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم في حال التأخر في العلاج، كما تتطلب بعض الحالات علاجا كيماويا. دعت المصابات بهذا النوع من الحمل إلى تدخل عاجل من قبل وزير الصحة ووضع خارطة طبية مستعجلة وتوفير العلاج بالحقن عبر ولايات الوطن ضمانا لسلامة المريضات وعلاجهن على وجه السرعة لاستدراكهن قبل أن تتطور الإصابة، وأضفن أن عددا من السيدات فارقن الحياة لعدم إدراكهن خطورة الحالة وعدم مواصلتهن العلاج، داعيات إلى حملة وطنية للتعريف بما يسمى"الحمل العنقودي" والتوعية بمدى خطورته.