احدى محلات الصينيين بالعاصمة زارت »الشروق اليومي« العديد من المحلات الصينية المنتشرة في العاصمة وتحدثت مع أصحابها حول يومياتهم في رمضان وكيف ينظرون للصيام وعادات الجزائريين... فأجمع المتحدثون أنهم يعتبرون الصيام عقوبة قاسية لا يطيقونها، فبالنسبة إليهم الصيني الذي لا يأكل لايعمل. * فأول شيء يبدأ به »الشناوة« يومهم في الساعات الأولى من الفجر وجبة باردة تحتوي السمك ومشتقاته، وبالإضافة إلى الأرز الذي عادة ما يكون من بقايا * عشاء الأمس، فهم لا يترددون في أكل وجبة صباحية باردة خالية تماما من السكريات. * وفي حديثنا مع بعض الصينيين الذين عادة ما يشغلون في محلاتهم فتيات جزائريات بهدف الترجمة وتيسير الاتصال مع الزبائن، قال أحدهم رفض التصريح باسمه إنه يقضي ثاني رمضان له في الجزائر وهو مستغرب للعديد من التقاليد الجزائرية خاصة فيما يتعلق بالإكثار من الحلويات في رمضان، حيث قال: »لقد حاولت السنة الماضية أكل كمية من الزلابية بعد إلحاح من أحد أصدقائي الجزائريين غير أني لم أستطع ابتلاعها وتقيّأتها، فنحن الصينيين يضيف المتحدث لنا حساسية كبيرة من الحلويات التي يقبل عليها الجزائريون بشكل غريب خاصة قلب اللوز الذي لا أطيق رائحته...«. * وأضافت صينية أخرى،31 سنة، وهي تدير محلا بساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، أنها وعلى غرار عدد كبير من الصينيين المتواجدين في الجزائر يعافون جميع الوجبات التي تحضر على طريقة الحساء مثل الشربة التي استغربت المتحدثة كيف يداوم الجزائريون على أكلها شهرا كاملا في نفس التوقيت، وأضافت »إن الفتاة التي تشتغل عندي دعتني السنة الماضية على مائدة رمضان بعد إصرار شديد وبمجرد أن وضعت الشربة على الطاولة برائحتها الفواحة أحسست بالغثيان وطلبت من أمها إحضار بعض السمك والأرز«... * وفي حديثنا مع الفتاة التي تشتغل عندها والتي تملك خبرة طويلة في التعامل مع الصينيين، قالت إن رمضان عند "»الشناوة« المتواجدين في الجزائر يعتبر من أصعب الشهور، نظرا لتضمنه العديد من القيود خاصة فيما يتعلق بالأكل، فالصينيون عادة ما يتجولون جماعات ويأكلون في الطرقات والساحات العمومية وهذا ما لا يستطيعون فعله في رمضان، كما أن تجارتهم تعرف كسادا في النصف الأول من رمضان لتنتعش في النصف الثاني. * ومن بين أهم الأمور التي يتميّز بها الصينيون في رمضان، سهراتهم الطويلة في الليل والتي تتضمن لعب »الكارطة« وشرب الخمر لساعات متأخرة، ثم ينهضون باكرا وكأن أجسادهم لا تتعب. * ومن بين الأمور التي اكتشفناها عند قيامنا بهذا الروبورتاج، أن الصينيين الذين يقبلون على أكل القطط في الجزائر هم من أهل الريف، أما أهل المدينة من الصينيين فهم يعافون أكل القطط والكلاب على عكس ما يشاع عنهم.