يموت آلاف المرضى الجزائريين المصابين بالسرطان سنويا، نتيجة قلّة الوسائل والتجهيزات للتكفل بهم على أمثل وجه، أمام التأخر التكنولوجي الذي تشهده أغلب المؤسسات الصحية والإستشفائية، من أهمها اقتناء جهاز "البات سكان" الذي يختصر للمريض فحوصات عدة ويعجل له التشخيص الدقيق والمعمق، فهل يناله الجزائريون يوما؟ تسجّل الجزائر 24 ألف حالة وفاة سنويا بسبب الإصابة بالسرطان من أصل 45 ألف حالة على المستوى الوطني. ويعود ارتفاع هذه النسبة إلى تأخر تقديم العلاج وتأخر تشخيص المرض، حيث تصل أغلب الحالات في مرحلة متقدمة جدا أين يصبح من المستحيل شفاؤها. وقد طالب العديد من الأطباء المختصين بتوفير أجهزة متقدمة على غرار الدول الأخرى التي بات الجزائريون يقصدونها للعلاج مثل تونس وتركيا وغيرها من الدول الأوروبية، غير أن التكلفة الباهظة حرمت جزائريين كثر من إنقاذ حياتهم. وقصد التغلب على هذا الواقع المرير، عبرت شركة "فيليبس للرعاية الصحية" عن دعمها للمخطط الوطني للسرطان في مجال التشخيص والعلاج وتعهّدت بتقديم خبرتها من خلال دعمها للتكوين الطبي واقتراح مبادرات علاجية تنهي المعاناة المريرة التي يمر بها المرضى الجزائريون نتيجة قلة التجهيزات وقدمها في أحيان كثيرة. وتكمن المقترحات التكنولوجية التي تطرحها "فيليبس" للطرف الجزائري في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وكذا جهاز "البات سكان" الذي يعتمد تقنية التصوير الطبي النووي، وحتى بعض العلاجات المنزلية الاخرى. وأكد ممثل "فيليبس للرعاية الصحية"، الأحد خلال ندوة صحفية، تجهيز شركته للعديد من المؤسسات الصحية الجزائرية في مناطق مختلفة من الوطن على غرار المستشفى العسكري ومستشفى البليدة وكذا وهران ومراكز أخرى عديدة. ويجري النقاش والتشاور مع وزارة الصحة الجزائرية قصد تعزيز هذا التعاون والارتقاء به إلى مستوى طرح مبادرات علاجية وكيفية تطبيقها مع ضمانات لمتابعتها وتكوين العاملين عليها. وأكد ممثل "فيليبس"، عمور محمودي المكلف بالتكوين في منطقة المغرب العربي، على ضرورة استعادة الأجهزة الإشعاعية والتصويرية لمكانتها، من حيث توفيرها في الجزائر، مؤكدا أن التشخيص في الوقت الحالي لا يتم إلا بعد الخضوع لحوالي 20 فحصا طبيا، في حين أن جهاز البات سكان بإمكانه اختصار كل تلك المراحل وبدقة عالية مع تقديم تحليل مفصل ومعمق على حالة الورم وحجمه وطبيعته، وهو ما لا تمتلكة الجزائر إلى غاية الآن رغم أهمية العلاجية القصوى ومناداة العديد من المختصين بضرورة توفيره.