يعيش سكان بلدية حساني عبد الكريم والجهة الشرقية عموما لولاية الوادي، في رعب وهلع كبيرين، بعد تداول أنباء عن وجود أسد يتجول بين الفيافي والغيطان بقرية الغربية ببلدية حساني عبد الكريم. وأكد أحد قاطني الحي، ومؤذن بمسجد الجهة في عقده السادس، أنه تفاجأ بوجود الأسد بغوط النخيل المملوك له، حيث أجبره على الهروب والرجوع أدراجه، وتم تبليغ الدرك التي باشرت تحقيقا معمقا في المعلومات، ووقفت على المعلومات والمكان ولم تجد سوى أثار للأقدام فقط. واستنفرت مصالح الدرك الوطني بفرقة حساني عبد الكريم، وأعلنت حالة طوارئ قصوى، واستعانت بعارفين لاقتفاء الأثر، أو ما يطلق عليه لدى عموم الناس ب"الجورة" الذين أكدوا أن آثار الأقدام ليست للحيوانات المعروفة التي توجد بالجهة، كالضبع أو الذئب أو الخنزير وغيرها، وأن الآثار لحيوان ليس موجودا في صحراء الجهة إطلاقا. "الشروق" التقت بالشخص المذكور، حيث أكد أنه كان متوجها كالعادة لمزرعته لسقي نخيله، وعند دخوله تفاجأ بوجود أسد بلحيته، ما حتم الهروب والعودة من حيث أتى. الحادثة انتشرت بسرعة البرق وسط ذهول سكان البلدية والجهة ككل، وجعلت الجميع في حالة هستريا ورعب حقيقي، وتناقلت أطراف أخرى أن الأسد قدم إلى المنطقة من إحدى الحدائق التونسية التي فرّ منها، وهو الآن يتجوّل بذات الجهة حرا طليقا، وهو الوضع الذي أجبر الفلاحين على عدم التنقل إلى مزارعهم طيلة يوم أمس، فيما فضل أخرون التنقل جماعات لحماية أنفسهم من أي هجوم مرتقب، وخوفا من عواقب تواجد هذا الحيوان المفترس. في حين رجحت أطراف شعبية أخرى استحالة هذا الخبر، خاصة التي تتحدث عن قدوم الأسد من تونس لكون المسافة التي تربط القرية بالحدود التونسية تفوق ال 70 كلم، وبها تجمّعات سكانية كبيرة لم تستشعر وجوده قبل هذه الفترة، كما أن تونس لم تعلن عن هروب أسد من حدائقها. وأضافت مصادر أمنية موثوقة أنها فتحت تحقيقا في الأمر، ولم تقف سواء على وجود آثار فقط، والتي اختفت بعد مسافة من تتبعها، كما دعت المواطنين للتبليغ في حال شكوك أو رؤية هذا الحيوان في أسرع وقت ممكن.