لا يزال وضع بلدية بن شكاو الواقعة إلى الجنوب من مدينة المدية معقدا، ولا تزال معه كثير من مصالح المواطنين وانشغالاتهم مؤجلة إلى أجل غير معلوم. فعلى الرغم من تنصيب مسير إداري من قبل مصالح الولاية للإشراف على تسيير شؤون البلدية بعد الانسداد الذي طبع نشاط المجلس البلدي منذ الأشهر الأولى لبداية العهدة الانتخابية الجارية، إلا أن جهده يبقى غير كاف لاحتواء مشاكل هذه البلدية بفرقها ومداشرها الكبيرة، وبعدد سكانها الذي يجاوز سقف 11 ألف نسمة. فهذه البلدية المعروفة بطابعها الفلاحي الريفي كانت تتطلع إلى أفق مبشر من حيث الاهتمام بساكنة الأرياف وتغطية رغبات أكبر عدد من طالبي السكنات الريفية التي جاوز عددها سقف 1000 طلب، لم يتسن لكثير منهم حتى الظفر بموعد لإيداعها، إلى جانب كثير من الانشغالات المتعلقة بالمياه الشروب وصرف المياه المستعملة وانشغالات السقي وتنسيق العمل الفلاحي وتسوية كثير من النزاعات والخلافات المتعلقة بالأنشطة الفلاحية وتجسيد مشاريع تهم الصالح العام، إلا أن تطلعاتها سقطت في الماء، ولا تزال تنتظر التجسيد بسبب غياب وتعذر انعقاد مداولات المجلس الشعبي البلدي، وبسبب هذا الجمود القاتل الذي أضر كثيرا بواقع التنمية، وقد تدخل بعض من عقلاء البلدية ووجهائها لرأب صدع المجلس، وإعادة اللحمة بين أعضائه، خدمة لمصلحة البلدية ومصالح مواطنيها المتعثرة. أثمر هذا التدخل تحقيق وفاق بين أعضاء المجلس لإعادة بعث الهيئة التنفيذية بتعيين رئيسا جديدا ونوابا جدد يطوون صفحة الماضي، ويتمكنون من استثمار ما بقي من زمن في معالجة كثير من القضايا الاستعجالية التي لا تقبل التأخير ولا يقدر على حلها إلا المنتخبون بما يتمتعون من امتداد شعبي وسط من انتخبوهم، خصوصا وأن قضية منطقة "حوش ما سكوني" التي تعتزم السلطات ترحيل عائلاتها البالغ عددها قرابة 100 عائلة إلى منطقة أخرى، بسبب مسار الطريق السريع شمال جنوب الذي يخترق المنطقة وتحتم هندسته إخلاءها، وهو الأمر الذي جعل مصير هذه العائلات غير معروف بسبب ما يتلقاه هؤلاء من وعود متضاربة.