تتجه الأنظار، الثلاثاء، إلى حاضرة "المدية" التي تحتضن الملتقى الوطني السادس لأدب الطفل في عرس ثقافي يلوح واعدا ويضجّ بتوظيفات التاريخ البطولي للجزائر في منظومة البراعم. على مدار يومين، تعود مديرية الثقافة لولاية المدية بحراك نوعي يجدد الوفاء لتقليد راسخ، عبر تظاهرة تقام بالتعاون مع كلية الآداب واللغات ومساهمة جمعية الأمل لحماية وترقية الطفولة في رحاب جامعة "يحيى فارس" في المدية التي ستكرّم بالتزامن الأديب السوري الجزائري الراحل "عبد الوهاب حقي". وفي توليفة أكاديمية متجددة يترأسها الدكتور "لمين بشيشي"، يعوّل المنظمون على تفعيل الاستثمار الثقافي لمواقف صانعي تاريخنا الحافل منذ زمن "ماسينيسا" و"تاكفاريناس" وصولا إلى "رمضان عبان" و"عميروش آيت حمودة" وغيرهم من أفذاذ التاريخ الجزائري. طبق نابض يتضمن البرنامج حزمة محاضرات وورش نابضة يدشنها الأكاديمي والإعلامي البشوش "محمد كاديك" ببحث "إشكالية صناعة البطل في أدب الطفل"، يليه د. "عاشور سرقمة" باستعراض "استراتيجيات توظيف البطل التاريخي في أدب الطفل بين قصص الأطفال والحكايات الشعبية"، بينما تعنى أ. "نسيمة براق" بالتعاطي مع "الشخصية البطولية في أدب الطفل بين الوظيفة الجمالية والتربوية". من جانبه، سيتطرق د. "اليامين بن تومي" إلى "التحيزات السردية وبناء البطل الوطني في أدب الطفل"، في حين ينهض د. "حسين حسينة" بتشريح "شخصية البطل الجزائري في أدب الطفل التربية والقدوة"، بينما ستلامس أ. "راضية بوزيدية" جماليات البطل التاريخي والرسالة الموجهة للطفل الجزائري. ومن زاوية مغايرة، تقترح أ. "رجاء بن منصور" فحصا للبناء الدرامي للشخصية في القصة الموجهة للطفل القصة التاريخية والدينية نموذجا، في وقت تتماهى أ. "فيروز بن رمضان" مع الوظيفة التربوية للشخصية البطولية في الحكاية الشعبية.
تحوّلات سيندرج د. "منير مهادي" في سياق تحوّلات البطل التاريخي في أدب الطفل الجزائري من خلال استقراء نماذج، فيما يسائل د. "جلال خشاب" صورة الطفل البطل في القصص الشعبي الجزائري، وتتعرض أ. "لامية زغيمن" إلى أنساق الشخصية البطولية في القصة التاريخية الموجهة للطفل الجزائري، على أن يُبرز أ. "سليم قشي" المناحي الرمزية والسوسيولوجية للبطل التاريخي في شعر الطفل. وستكون الفرصة متاحة لمعاينة البطولة التاريخية من خلال منهاجي التعليم الابتدائي والمتوسط بمنظور د. "محمد خليفاتي". وستحفل جلسة إسدال الستائر بالمداخلات، حيث يتناول د. "بلقاسم عيساني" الأمير عبد القادر في أدب الطفل، في وقت سيهتمّ أ. "فتحي رياحي" بالأبعاد التربوية للشخصية البطولية بن باديس أنموذجا -، وتمحّص د. "نعيمة بوزيدي" بطولات الطفل الجزائري خلال الثورة التحريرية عبر ثلاثية الراحل محمد ديب، على أن يحدّد د. "فشار عطاء الله" دور الطفل في الثورة التحريرية من خلال معركة الجزائر، وتطلق أ. "عائشة العشمي" العنان للتصورات بين التأريخ للحضارة والمساس بالمقدس من خلال دراسة لأبطال ال 99 لنايف مطوع، ويختم أ. "وحيد جلال" المساجلات بدراسة الرسوم المتحركة في تلقين الدروس... تاريخ الجزائر أنموذجا. وعلى الهامش، سيستفيد طلبة الماستر لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية من ورشة الصحافة المكتوبة الخاصة بالأطفال التي يؤطرها الإعلامي "محمد كاديك"، كما ستعرض مسرحية "أولاد الحومة" الحائزة على جائزة أحسن عرض متكامل في المهرجان الأخير لمسرح الطفل بخنشلة.
الأمجاد ... للأطفال في ديباجة حصل عليها "الشروق أون لاين"، أفيد أنّ الحاجة باتت ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تكثيف الجهود على درب توظيف البطولات الجزائرية على مر التاريخ في شتى صنوف الإبداع وأجناس الأدب خاصة في الأدب الموجه للأطفال. وتصوّر عرّابو الملتقى بضرورة إطلاق برنامج ثقافي يشجع على كتابة نصوص، وقصائد، وأغان تخاطب عقل وذهنية الطفل، بثيمات محلية نابعة من البيئة الجزائرية، لا سيما وأنّ التاريخ الوطني حافل بالمواقف البطولية النادرة، والشخصيات البطولية الخارقة منذ عهد "ماسينيسا" و"تاكفاريناس"، مرورا ب "طارق بن زياد"، والأمير "عبد القادر" وصولا إلى "العربي بن مهيدي"، "رمضان عبان"، "عميروش آيت حمودة" والقائمة طويلة.
3 محاور يقترح الملتقى تحت إدارة أ. "ميلود بلحنيش" مدير الثقافة لولاية المدية والمنسق العام أ. "محمد بوكراس"، ثلاثة محاور رئيسة على النحو التالي: الشخصية البطولية في أدب الطفل بين الوظيفة الجمالية والتربوية، توظيف البطل التاريخي في أدب الطفل عبر دراسة نقدية لنماذج عالمية، وتوظيف البطل التاريخي في أدب الطفل في الجزائر. وحدّدت اللجنة العلمية برئاسة الدكتور "ناجي شنوف" عميد كلية الآداب واللغات بجامعة "يحيى فارس"، الفاتح سبتمبر الداخل آخر أجل لإرسال عناوين وملخصات المداخلات، على أن يتم الردّ في الرابع من الشهر ذاته قبل إقرار القبول في العاشر أكتوبر، مع إلزامية توافر المداخلة على شروط البحث العلمي المعتمدة، وألا يقل البحث عن 15 صفحة ولا يزيد عن الثلاثين، فضلا عن حداثة الأعمال وعدم نشرها قبلا أو أخذها من رسائل ماجستير، ماستر ودكتوراه.
7 أصعدة عبر طرحه حزمة إشكاليات ومحاور، يشكّل الملتقى الذي يرأسه د/ "لمين بشيشي"، دعوة للاستثمار الثقافي في توظيف التاريخ البطولي للجزائر في المناهج التعليمية، والقصص والأشرطة المرسومة والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والمسرح والشعر وغيرها من صنوف الإبداع الموجه للأطفال. وتشير الديباجة إلى أنّ أدب الطفل يحتاج دائما إلى أبطال خرافيين أو حقيقيين يَحْبك حولهم قصصه وحكاياته، وبطولات يجعل منها نموذجا يحتذي به في القوة والشجاعة والمحبة والوفاء والكرم والافتخار. ولعلّ جولة سريعة في التراث الأدبي تجعلنا نتأكد من أنّ كل بلدان العالم التي خاضت غمار حروب طويلة ضد مغتصبيها، أغنت الفنونَ والآدابَ ومجمل ألوان الإبداع، ببطولات أبنائها وبناتها. وتلك التي لم يعرف تاريخها مثلها، تلجأ إلى الخيال لتثري به رصيدها وتشبع به حاجتها إلى وجود نماذج تلهم أبنائها، ثم تعمل على تصديره للعالم في صورة سوبرمان، باتمان، سبيدرمان، وهاري بوتر.... يحتاج أدب الطفل دائما إلى أبطال خرافيين أو حقيقيين يَحْبك حولهم قصصه وحكاياته، وبطولات يجعل منها نموذجا يحتذي به في القوة والشجاعة والمحبة والوفاء والكرم والافتخار...) إن جولة سريعة في التراث الأدبي تجعلنا نتأكد من أن كل بلدان العالم التي خاضت غمار حروب طويلة ضد مغتصبيها، أغنت، الفنونَ والآدابَ (ومختلف) ألوان الإبداع، ببطولات أبنائها وبناتها. وتلك التي لم يعرف تاريخها مثلها ، تلجأ إلى الخيال تثري به رصيدها وتشبع به حاجتها إلى وجود النموذج في حياة أبنائها. ثم تعمل على تصديره للعالم في صورة سوبرمان ، باتمان، سبيدرمان،وهاري بوتر.... وأمام تاريخ الجزائر الحافل بالمواقف البطولية النادرة، والشخصيات البطولية الخارقة منذ ماسينيسا وتاكفاريناس، مرورا بطارق بن زياد، والأمير عبد القادر وصولا إلى بن مهدي وعبان وعميروش والقائمة طويلة ولا يمكن عدها ولا حصرها، أليست هناك حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى ، إلى تكثيف الجهود، وإطلاق برنامج ثقافي يشجع على كتابة نصوص، وقصائد، وأغان، تخاطب عقل وذهنية الطفل، بثيمات محلية نابعة من البيئة الجزائرية؟ ألم يحن الوقت إلى تركيز الجهود الإبداعية على توظيف البطولات الجزائرية على مر التاريخ في شتى صنوف الإبداع، وأجناس الأدب خاصة في الأدب الموجه للأطفال ؟ إن هذا الملتقى بما يطرحه من إشكاليات ومحاور هو بمثابة دعوة للاستثمار الثقافي في توظيف التاريخ البطولي للجزائر في المناهج التعليمية، والقصص والأشرطة المرسومة والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والمسرح والشعر وغيرها من صنوف الإبداع الموجه للأطفال.