ستكون حاضرة "المدية"، نهاية أكتوبر القادم، على موعد مع ظلال كوكبة فذّة من أبطال التاريخ الجزائري في توليفة أكاديمية تعوّل على تفعيل الاستثمار الثقافي لمواقف صانعي تاريخنا الحافل منذ زمن "ماسينيسا" و"تاكفاريناس" وصولا إلى "رمضان عبان" و"عميروش آيت حمودة". وفاءً لتقليد راسخ، تواصل مديرية الثقافة لولاية المدية حراكها النوعي بتنظيم الملتقى الوطني السادس لأدب الطفل الذي يلوح واعد الثيمات، وتشهد التظاهرة التي ستقام بالتعاون مع كلية الآداب واللغات ومساهمة جمعية الأمل لحماية وترقية الطفولة، تعاطيا مكثفا مع توظيف التاريخ البطولي للجزائر في أدب الطفل على مدار 27، 28 و29 أكتوبر المقبل بجامعة "يحيى فارس" في المدية.
الأمجاد ... للأطفال في ديباجة حصل عليها "الشروق أون لاين"، أفيد أنّ الحاجة باتت ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تكثيف الجهود على درب توظيف البطولات الجزائرية على مر التاريخ في شتى صنوف الإبداع وأجناس الأدب خاصة في الأدب الموجه للأطفال. وتصوّر عرّابو الملتقى بضرورة إطلاق برنامج ثقافي يشجع على كتابة نصوص، وقصائد، وأغان تخاطب عقل وذهنية الطفل، بثيمات محلية نابعة من البيئة الجزائرية، لا سيما وأنّ التاريخ الوطني حافل بالمواقف البطولية النادرة، والشخصيات البطولية الخارقة منذ عهد "ماسينيسا" و"تاكفاريناس"، مرورا ب "طارق بن زياد"، والأمير "عبد القادر" وصولا إلى "العربي بن مهيدي"، "رمضان عبان"، "عميروش آيت حمودة" والقائمة طويلة.
3 محاور يقترح الملتقى تحت إدارة أ. "ميلود بلحنيش" مدير الثقافة لولاية المدية والمنسق العام أ. "محمد بوكراس"، ثلاثة محاور رئيسة على النحو التالي: الشخصية البطولية في أدب الطفل بين الوظيفة الجمالية والتربوية، توظيف البطل التاريخي في أدب الطفل عبر دراسة نقدية لنماذج عالمية، وتوظيف البطل التاريخي في أدب الطفل في الجزائر. وحدّدت اللجنة العلمية برئاسة الدكتور "ناجي شنوف" عميد كلية الآداب واللغات بجامعة "يحيى فارس"، الفاتح سبتمبر الداخل آخر أجل لإرسال عناوين وملخصات المداخلات، على أن يتم الردّ في الرابع من الشهر ذاته قبل إقرار القبول في العاشر أكتوبر، مع إلزامية توافر المداخلة على شروط البحث العلمي المعتمدة، وألا يقل البحث عن 15 صفحة ولا يزيد عن الثلاثين، فضلا عن حداثة الأعمال وعدم نشرها قبلا أو أخذها من رسائل ماجستير، ماستر ودكتوراه.
استثمار على 7 أصعدة عبر طرحه حزمة إشكاليات ومحاور، يشكّل الملتقى الذي يرأسه د/ "لمين بشيشي"، دعوة للاستثمار الثقافي في توظيف التاريخ البطولي للجزائر في المناهج التعليمية، والقصص والأشرطة المرسومة والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والمسرح والشعر وغيرها من صنوف الإبداع الموجه للأطفال. وتشير الديباجة إلى أنّ أدب الطفل يحتاج دائما إلى أبطال خرافيين أو حقيقيين يَحْبك حولهم قصصه وحكاياته، وبطولات يجعل منها نموذجا يحتذي به في القوة والشجاعة والمحبة والوفاء والكرم والافتخار. ولعلّ جولة سريعة في التراث الأدبي تجعلنا نتأكد من أنّ كل بلدان العالم التي خاضت غمار حروب طويلة ضد مغتصبيها، أغنت الفنونَ والآدابَ ومجمل ألوان الإبداع، ببطولات أبنائها وبناتها. وتلك التي لم يعرف تاريخها مثلها، تلجأ إلى الخيال لتثري به رصيدها وتشبع به حاجتها إلى وجود نماذج تلهم أبنائها، ثم تعمل على تصديره للعالم في صورة سوبرمان، باتمان، سبيدرمان، وهاري بوتر....