وجهت أجهزة الأمن تعليمات إلى جميع وحداتها العاملة في الميدان لتكثيف الرقابة والتفتيش وتفعيل العمل الإستعلاماتي لإحباط اعتداءات إرهابية باستعمال محافظ مفخخة تستهدف مواقع محددة، وذلك على الطريقة العراقية بعد اعتماد الأحزمة الناسفة والدراجات المفخخة التي أثبتت فشلها. * وتأتي تحركات مصالح الأمن على خلفية معلومات متوفرة تفيد باتجاه قيادة "الجماعة السلفية" تحت إمرة المدعو "درودكال" إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية باستعمال أنواع مختلفة من المحافظ منها حقائب مدرسية، وحقائب خاصة برجال الأعمال ومحافظ خاصة بأجهزة الكمبيوتر المحمول بتفخيخها لتسهيل تنقل حامليها على مستوى الحواجز الأمنية ويسهل اختراق النقاط المستهدفة خاصة التي لا تتوفر على أجهزة كواشف عن المواد المتفجرة. * وتركز التعليمة الأمنية على ضرورة التحلي باليقظة وتكثيف المراقبة والتفتيش وضبط التحركات المشبوهة، ويرى متتبعون للشأن الأمني أن قيادة تنظيم "درودكال" تكون قد لجأت الى اعتماد هذه الطريقة الجديدة بعد تضييق الخناق عليها لتنفيذ اعتداءات إرهابية وعمليات انتحارية في ظل المخطط الأمني المعتمد الذي تمكن من إحباط عدة اعتداءات انتحارية كان مخططا لها، كما أدى التدخل السريع ويقظة رجال الأمن والدرك من التقليل من حصيلة التفجيرات الانتحارية كما وقع بكل من شاطئ زموري البحري ومقر أمن الثنية ببومرداس. * وتؤكد مصادر أخرى على صلة بالملف الأمني، أن "درودكال" يكون قد تبنى استراتيجية سبق اعتمادها في العراق من طرف الجماعات المسلحة هناك التي صدر نشطاؤها الجزائريون الذين التحقوا مجددا بتنظيم "الجماعة السلفية" التقنيات المعتمدة من طرفها أهمها الحزام الناسف الذي أثبت فشله من خلال الاعتداء الذي استهدف مقر الحرس الجمهوري ببرج الكيفان شرق العاصمة والذي خلف 6 جرحى، والاعتداء الذي استهدف أيضا شاحنة عسكرية كانت تنقل جنودا بالأخضرية بواسطة دراجة نارية مفخخة خلفت 13 جريحا، بينما ترى أطرافا أخرى استنادا الى التحريات الأمنية مع إرهابيين موقوفين وتائبين، أن الوضع الداخلي الذي يعيشه التنظيم على خلفية الاعتداءات الانتحارية الأخيرة وما رافقها من تضخيم وسقوط مدنيين إضافة الى العشوائية التي تميزت بها هذه العمليات هو الذي فرض اعتماد هذه الإستراتيجية في ظل تردد عديد من المجندين في الخلية الانتحارية لتنفيذ هذه العمليات حسبما نقل تائبون حديثا، وهو ما يفسر تجنيد معاقين ومعطوبين ومسنين وحتى أجانب (موريتاني)، كما يسعى "درودكال" الى الحفاظ على ما تبقى من نشطاء تنظيمه في ظل الضربات المتتالية التي تقوم بها قوات الجيش، وأسفرت عن القضاء على أبرز القياديين و"أصحاب القرار" والمشرفين على خلية التجنيد وخلية الانتحاريين وتفكيك خلايا الدعم والإسناد. * ويسعى التنظيم للحفاظ على أتباعه في ظل تراجع التجنيد في صفوفه، حيث يتم تكليف إرهابي بوضع الحقيبة في الموقع المستهدف والانسحاب ولا يستبعد وضعها في الأسواق ومحطات الحافلات والأماكن العمومية لعدم إثارة الانتباه، ويخشى تجنيد تلاميذ واستغلالهم لتمرير المواد المتفجرة، كما وقع قبل أشهر بمنطقة الزغارة، حيث كان مهربو المخدرات يقومون بتهريب الكيف في محافظ التلاميذ للإفلات من الرقابة الأمنية قبل توقيفهم، ويكشف اللجوء الى اعتداءات بواسطة متفجرات مجددا عن محدودية القدرات القتالية لأتباع "درودكال" وعجزهم عن المواجهة المباشرة مع الجيش.