تشهد الولاية المنتدبة "تڤرت" 160 كلم عن عاصمة الواحات ورڤلة، أزمة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، أين تعاني العديد من الأحياء السكنية بالمدينة منذ سنوات عدة من هذا المشكل العويص، حيث أضحت الوضعية لا تطاق، إذ أن المياه القادمة من الحنفيات أصبحت عملة نادرة من الصعب الحصول عليها، بالرغم من الاحتياطي الكبير للمياه الجوفية الذي تنام عليه ذات المدينة، تغذيه مياه وادي ريغ المندثر منذ عدة عقود فالعديد من الأحياء بمختلف بلدياتها على غرار النزلة وتڤرت والزاوية العابدية وتبسبست جميعها يعاني من قلة المياه الصالحة للشرب وكذا من تأخر وصول الماء إلى منازلهم، حيث تتدفق في حنفياتهم في ساعات الليل المتأخرة التي يخلد فيها السكان للنوم، هذا وقد حوّلت ندرة هذه المادة الضرورية حياة السكان إلى جحيم وبالرغم من استفادة المدينة من عديد المشاريع في هذا الإطار، إلا أن الوضع بقي على حاله، وأرغم سكان بعض الأحياء الشعبية ببلدية تڤرت كأحياء بعلوش ولاقار وسيدي عبد السلام والعرقوب، وكذا ببلدية تبسبست على غرار حيّا المجاهد والفتح وسيدي بوجنان والنزلة القديمة، اللجوء إلى شراء الماء العذب من الشاحنات المخصصة لذلك وأحيانا يضطر هؤلاء إلى جلب المياه من ضيعات النخيل، دون مراعاة الأخطار البيئية والصحية المحدقة بالسكان. ورغم استفادة المدينة من بئر جديد بعين الصحراء بطاقة دفع تقدر ب 230 لتر في الثانية، والذي في حالة تشغيله من المتوقع أن يسد حاجة جميع سكان مدينة تڤرت بأكملها، إذا ما رافقه ترشيد في التوزيع و الاستهلاك، حيث قدرت أشغال ربطه بالمدينة بمبلغ 04 ملايير و500 مليون سنتيم، وتمّ انجازه من قبل شركة إيطالية بقيمة مالية تجاوزت 30 مليار سنتيم، علما أن مدينة تڤرت الكبرى تنام على احتياطي ضخم من المياه مصدره "وادي ريغ" المندثر منذ عشرات السنين، والذي تقدر مسافة غوره بالمياه أزيد من 100 كلم من الجهتين من المغير شمالا إلى منطقة قرية قوق جنوبا باحتياطي يقدر بأزيد من 2 مليار متر، ومع ذلك يبقى المواطن التڤرتي يعاني في الحصول على قطرات ماء، وعليه يناشد سكان المنطقة الوالي المنتدب للنظر في ذات المشكل العويص الذي حوّل حياتهم إلى شقاء ومعاناة يومية.