عندما تتوج الدراسة الثانوية بفوز التلميذ بشهادة البكالوريا، ويسعد الأهل بأبنائهم الذين حققوا حلم الدخول إلى الجامعة وبكل فخر واعتزاز حملوا لقب طالب جامعي، لكن لا يصل إلى مخيلة الناجح وأسرته أنهم سيعيشون في كابوس يستفيقون منه على واقع أمرّ من المُرّ.. حوادث كثيرة حوّلت حياة بعض الطلبة إلى جحيم خاصة في السنوات الأخيرة، كلها بدأت بلعبة سخيفة أو صورة غرامية أو فيديو عادي يدور بين الطالبة وصديقتها أو بين الطالب وصديقه داخل الإقامة الجامعية، وينتهي بفضائح وقضايا خطيرة، وكل هذا بسبب الهواتف النقالة التي أضحت خطرا حقيقيا على الحياة الخاصة للأشخاص. وأمثلة ذلك كثيرة نذكر منها الشابة "ص.ف" 23 سنة، درست بجامعة قسنطينة قسم لغة فرنسية، وبينما هي تدرس تجد نفسها أصبحت أشهر من فيفي عبده المصرية عميدة الرقص الشرقي، بعد أن قامت إحدى زميلاتها بتصويرها بالهاتف النقال وهي ترقص داخل غرفتها بالإقامة الجامعية بطريقة شاذة وشبه عارية، ومن سوء حظها أن ذلك الفيديو الصادم انتشر بين الشباب ووصل لحرم الأسرة، التي عاقبت ابنتها بحرمانها من إكمال دراستها. فتاة أخرى تم تصويرها وهي تُدخن سجائر دخان وشيشة وتستمع بها آخر استمتاع، ووصل الفيديو أيضا لشقيقها الذي هدد بقتلها لولا تدخل والدتها التي وعدته أن لا تغادر المنزل إلا لبيت زوجها أو قبرها، وهذه هي حال الكثير من الطالبات الجامعيات اللائي يتحولن بعد خروجهن من منازلهن، ويتحولن ليس فقط إلى قاعدة بل استثناء يحفظ ولا يقاس عليه، حيث أن بعضهن أصبحن من رواد الكازينوهات، صباحهم في قاعة الدروس وليلهم في الملاهي والسهرات الماجنة، شابة أخرى تدعى "ق.س" 34 سنة، قسم لغة عربية تعرضت لاعتداء وهي عائدة إلى إقامتها الجامعية، حيث حاول منحرفون خطفها بمجرد نزولها من سيارة عشيقها. ولا أحد ينسى ماذا فعلن طالبات كن في حالة سُكر، إذ تسببن في حالة من الفوضى والهلع داخل إحدى الإقامات الجامعية بسكيكدة.. "نوال. س" 33 سنة، تدرس بالسنة الثالثة طب، أضحت أشهر من نار على علم، فاسمها يتردد في سيديهات أغاني الملاهي الليلية والملايين تجنى باسمها، والدها اكتشف أمرها فطردها من المنزل لتنتقل للعيش مع عمتها، شاب يصور صديقه وهو يتعاطى المخدرات ويوزع الصورة على زملائه وأهله الذين أرغموه على قطع دراسته، ناهيك عمن ضبطوا وهم يبيعون أسئلة الامتحان. أمّا الغش فحدث ولا حرج، هي وقائع ولا يجب أن ندفن رأسنا في الرمل ونتجاهلها، لكن هذه الأمثلة التي صارت تعكس لسلوكات الأغلبية وتسيء لصورة الطالب الجامعي بصفة عامة.