رغم برودة الجو ورغم بعد المسافات، التقى الحرف والكلمة المعبرة أمسية الخميس المنصرم، ليعبقا الأجواء بالعطور الشامية التي أبى فطاحل الشعر من سوريا، الأردن، لبنان، إلا أن ينثروها بقاعة المحاضرات بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، وهم في ضيافة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ليعم الدفء وتكون أمسية هادئة وجميلة بلحن الكلمات في إطار أماسي سيرتا للشعر، التي أشرفت على تنظيمها دائرة الكتاب، في إطار التظاهرة الثقافية الكبرى "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015". وقد كشف المشرف على ما تبقى من ليالي الشعر العربي الشاعر والباحث الجامعي عبد السلام يخلف في تصريح ل"الشروق اليومي"، فيما يخص تغيير التسمية من "ليالي الشعر العربي"، إلى "أماسي سيرتا للشعر"، أن التغيير مرتبط فقط بالتوقيت بحكم أن الجلسات الشعرية الأولى برمجت في فصل الصيف، والآن نحن في فصل الشتاء، وكان لابد أن نأخذ بعين الاعتبار برودة الجو وقصر مدة النهار، وأيضا يضيف "أعدنا الأشياء إلى نصابها بحكم أنه تقليديا يطلق عليها "الأمسية الشعرية"، وحينما يعود الاختصار إلى حالته الأولى فلا غبار على ذلك، أما الجديد في هذه المرة هو أن الجلسة تضم شاعرين من كل دولة مشاركة، بخلاف الجلسات الأولى التي كانت تنشط من طرف شعراء من دولة واحدة، يكونوا في ضيافة شاعرين جزائريين. وإنني أتأسف لغياب الشاعرين "عبد الزهرة زكي، ومروان عادل حمزة" من العراق الشقيق، ليتم تعويضهما بالشاعرة ميلاء صمود من تونس، والسعيد بن عبد القادر المثردي من الجزائر، وتعذر أيضا حضور الشاعرة زينب الأعوج، وخيرة حمر العين للأمسية الشعرية الشامية". وأما بخصوص الأماسي المتبقية، فكشف المشرف عليها، أن الأمسية القادمة ستكون خليجية نهاية شهر جانفي المقبل، بمشاركة عدة دول من الخليج، من بينها: قطر، عمان، السعودية وغيرها، تليها الأمسية ما قبل الأخيرة لكبار "شعراء العالم العربي"، خاصة شعراء المهجر. وتختتم أماسي سيرتا للشعر في إطار التظاهرة الثقافية بأمسية جزائرية محضة، ستجمع كل أشكال الشعر، وشعراء من شتى الأعمار ومن شتى ولايات القطرالجزائري. وقد تداول على منصة البوح خيرة الشعراء الشاميين، وهي أسماء معروفة، لم تستمد أهميتها من عمق نصوصها فقط، بل من حضورها الدائم في المحافل الثقافية، لتجعل الجمهور الوفي للشعر العربي منذ انطلاق التظاهرة من داخل قسنطينة وخارجها، يسافر إلى فضاءات الشعر وعوالمه الجميلة، ويستمتع بالنصوص الشعرية القديمة منها والجديدة من قبل كل من: بهيجة مصري إدلبي قصيدة "حلول"، عبد القادر الحصني من سوريا "قسنطينة"، إلى جانب مها محمود إبراهيم عتوم من الأردن "هواية الحياة"، محمد خضير "مسافر"، فيوليت أبوالجلد من لبنان "لأكتب"، نعيم تلحوق "أكثر.. أقل"، والشاعر ابن مدينة عنابة الشاب خالد بوالزير الذي جمع ما بين عالم الطب وعالم الشعر بكل جدارة، حيث ألقى قصيدة بعنوان: "ذات خلق" أبهرت حتى كبار الشعراء الحاضرين.