لا تزال أكثر من 1200 عائلة ببلديات دائرة شلالة العذاورة الواقعة شرقي المدية ببلدياتها الأربع تعيش على أحلام الربط بالكهرباء في نهاية 2015، وعلى الرغم من بادرة الأمل التي لاحت سنة 2013 بعد عمليات الإحصاء الواسعة التي بوشرت في حق البيوت والمنازل غير الموصولة بالكهرباء من أجل وصلها قريبا، إلا أن شيئا لم يتغير منذ ذلك الوقت. وبقيت مآسي مئات العائلات متواصلة في سبيل توفير البدائل التي تسمح لهم بتحقيق الحد الأدنى من الطاقة التي تسمح لهم بتشغيل ما تيّسر لهم من تجهيزات كهرومنزلية ضرورية، إلى جانب تمتعهم بنور المصابيح التي يشغلونها ليلا فقط وبحدود دنيا لا ترهق المصدر الذي تتدفق منه طاقته، هذا بالنسبة للمحرومين من الكهرباء من سكان مدن البلديات والتجمعات السكانية الكبرى ولمن أسعفته الظروف والإمكانيات منهم. أما السواد الأعظم من هؤلاء الذين تتوزعهم الأرياف والمداشر النائية فلا تزال وسائل الإنارة عندهم تقليدية تتنوع بين الشمع ولفّافات القماش الملطخة بالوقود، إلى جانب مواقد الحطب التي يستعملونها للإنارة والتدفئة والطبخ في آن واحد. وقد وقفت "الشروق" على عائلات لم تر نور الكهرباء في بيوتها منذ الاستقلال كما لم تنعم جدران بيوتها باحتضان جهاز تلفاز منذ الاستقلال، ناهيك عن التجهيزات الكهرومنزلية والالكترونية التكميلية الأخرى، وعلى الرغم من استفادة بلديات الدائرة ومعها جميع التجمعات السكانية والمداشر التابعة لها من برنامج ضخم للربط بالغاز والكهرباء في إطار برنامج رئيس الجمهورية القاضي بفك العزلة والإدماج، إلا أن عيوب الرصد والإحصاء والتجسيد للمشاريع المندرجة في إطاره حوّلت مشهد الاستفادة لدى بعض المواطنين إلى مشهد لتعميق الشعور بالغبن والتمييز لدى البعض الآخر بعد أن أقصتهم عمليات الربط، فكثير من هؤلاء محروم من الربط في وقت يتمتع جاره البعيد عنه بأمتار فقط بنور الكهرباء. وعلى الرغم من تطمينات الجهات الوصية بأن هؤلاء سيجري التكفل بهم وربطهم في إطار برنامج تكميلي لاحق، إلا أن انتظار هؤلاء لتجسيد هذا البرنامج طال وطالت معه معاناتهم إلى الحد الذي باتوا يصفون فيه "حكاية " البرنامج التكميلي بالاسطوانة الفاسدة أو المسكن الذي فقد صلاحيته، بعدما جاوز زمن انتظارهم لهذا الوعد 03 سنوات كاملة مرت على تاريخ آخر إحصاء لهم تلا عددا من عمليات الإحصاء السابقة. ويناشد هؤلاء وزير الطاقة والمناجم التدخل لانتشالهم من هذا الوضع وإعادة حيوية الإحساس بالمواطنة من جديد إلى نفوسهم، مبقين حصولهم على غاز المدينة إلى فصل آخر من فصول المواطنة والانتماء .
