كشفت مصادر مطلعة أن العديد من الجمعيات الثقافية في عدة ولايات سارعت الى مديريات الثقافة لتقديم مشاريع قالت إنها لنشاطات ثقافية محلية للمشاركة في تظاهرة الأسابيع الثقافية المزمع تنظيمها في الصيف القادم، وهي الجمعيات التي اكتشفت لأول مرة كونها لم تنشط منذ تأسيسها وبقيت مجرد أختام في جيوب أصحابها. وحسب الذين كشفوا عن الظاهرة، فإن الهدف هو جني مغانم كبيرة، خاصة وأن التظاهرة ستتزامن مع الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة.المشاريع التي تم الكشف عنها من طرف أصحابها خلال تقديمها الى بعض مديريات الثقافة بعدة ولايات، أخذت عنوانا يكاد يكون واحدا والمتمثل في ارتباطها كلها بالحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة، والتي اتجهت الى العمل على التعريف وشرح الإنجازات الثقافية للعهدتين الرئاسيتين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. والغريب في الأمر، أن هذه المشاريع وإن تباينت مواقعها الجغرافية، إلا أنها التقت كلها في هذه النقطة بالذات، والأكثر غرابة من ذلك أن التكاليف التي قدرتها هذه المشاريع تجاوزت في الكثير من الأحيان المعقول، وكأن الأمر لا يتعلق بنشاطات ثقافية محلية وإنما بمواعيد وطنية أو دولية، وقد تجلى ذلك في تكلفة المسرحيات والأوبرات ومعارض الصور وغيرها.وحسب من كشفوا عن هذه القصة الغريبة، فإنهم يؤكدون بأن هذه التظاهرات ستجري في الصيف القادم وهو موعد الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة، المتوقع إجراؤها في هذا التوقيت. وأضافت المصادر، أن هؤلاء الذين يملكون اعتمادات لجمعيات، يقال إنها ثقافية، عرفوا بالظهور في مثل هذه المناسبات والإكثار من النشاطات والغياب التام في غيرها من المناسبات.هذا وكانت وزارة الثقافة قد قررت خلال أشغال الملتقى التوجيهي لمديري الثقافة على مستوى الولايات، تطوير مشروع برنامج »مدن وثقافة« الخاص بالتبادل الثقافي بين الولايات، حيث »سيشرع ابتداء من الشهر القادم ماي في العملية بتنظيم 480 أسبوع ثقافي«.كما شمل قرار وزارة الثقافة ترسيم 42 مهرجانا ومشروع بعث وتشجيع المهرجانات الولائية والمحلية، معتبرة أنه يهدف الى إنعاش الحياة الثقافية في جميع ربوع الوطن وتثمين الموروث الثقافي المحلي وإبراز خصوصياته، في إطار مشروع المخطط التوجيهي لقطاع الثقافة لآفاق 2025.وأشارت المصادر إلى أن بعض هؤلاء ملاك الجمعيات الثقافية التي لا توجد إلا في المناسبات الموسمية، يهددون مديري الثقافة إذا هم رفضوا تمويل أو اعتماد هذه المشاريع، وهو ما يضع هؤلاء على كف عفريت، كونهم سيتهمون في الأخير بعرقلة الأهداف الثقافية والمخطط الوطني التوجيهي لقطاع الثقافة.