كشفت مصادر مطلعة أن وزارة الثقافة تحضّر لحركة تغيير واسعة في سلك مديري الثقافة على مستوى عدد كبير من الولايات. وأرجعت نفس المصادر سبب هذه الحركة إلى تقييم مستوى مشاركة هؤلاء المديرين في تنفيذ البرنامج العام لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية. مع اقتراب موعد انتهاء تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، شرعت مصالح وزارة الثقافة في مرحلة تقييم التظاهرة على مستواها، ومن أهم الجهات التي ستخضع للتقييم الداخلي مديريات الثقافة على مستوى الولايات، وذلك بتقديم حصيلة كل مديرية ولائية، وفي مقدمتها مستوى الأسابيع الثقافية التي شاركت بها في العاصمة، وهي الأسابيع التي شهدت أغلبها حركات احتجاجية قبلها أو بعدها شنّتها جمعيات ثقافية ولائية، ومثقفون عبّروا في بيانات عن تضمرهم من المديريات، متهمين إياها بتهميشهم وممارسة أساليب الإقصاء وتقديم عناصر وأسماء ونشاطات لا تمثل ثقافة الولاية، بالرغم مما تزخر به بعض الولايات من كنوز وشخصيات ثقافية لها تأثيرها خارج الوطن. ومع ذلك لم يسمح لها بالمشاركة في هذه الأسابيع، إضافة إلى تلك المشاكل التي وصلت في بعض الأحيان إلى مستوى الفضائح والمتعلقة بالإيواء والنقل وتكاليف المشاركة وغيرها من الأمور التي شكلت مادة دسمة لأزمات ما زالت متأججة في بعض الولايات، وتنذر بتطورات غير محمودة العواقب على مستقبل المسؤولين على قطاع الثقافة. كما أن بعدد من الولايات رفض الولاة حضور حفلات الافتتاح، كونهم لم يكونوا راضين على مستوى مشاركة مديرياتهم، أو هم على خلاف مع مسؤولي هذه المديريات، والذين حسب أخبار متسربة من عدد من الولايات تعمقت خلافاتهم بعد انتهاء هذه الأسابيع واندلاع حملات التنديد والشجب، وعدم رضاء المثقفين على مستوى تمثيل ولايتهم. ومن الأسباب الدافعة لإحداث مثل هذه التغييرات اكتفاء بعض هؤلاء المسؤولين على الثقافة المحلية بالمشاركة طول السنة في أسبوع واحد في العاصمة، ولم يقوموا ببرمجة نشاطات أخرى، وهو الأمر الذي يكون قد أزعج الوصاية، التي لمحت في أول تقييم لها أمام الرأي العام أن معظم النشاطات بقيت في العاصمة دون أن تقوم المديريات الولائية بالمساهمة في احتضان بعض النشاطات للتخفيف عن العاصمة، كون الجمهور العاصمي أصيب بالتخمة من كثرة النشاطات التي تزاحمت عليه، مما جعل بعض النشاطات لا تعرف أدنى مستوى من الإقبال بل وصل الأمر إلى الإهمال والتجاهل النهائي لها من طرف الجمهور. على صعيد آخر، فإن المصادر أكدت أن الجهة الوصية كما ينتظر منها القيام بهذه الحركة نتيجة التقصير والتحكم في زمام الأمور، فإن النماذج التي تمكنت من تقديم مشاريع جيدة من الأسابيع، أو احتضنت نشاطات التظاهرة فسوف يكون لها من مستوى التقدير نصيب. وتأتي هذه التغيرات على خلفية الاستعداد للمواعيد الدولية القادمة وفي بدايتها المهرجان الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر هذه السنة، والموعد الكبير تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، إضافة إلى إعطاء ديناميكية ثقافية على المستوى المحلي للتفاعل مع قرارات رئيس الجمهورية القاضي بمواصلة الدعم للفعل الثقافي. حسام. م