كشفت مصادر مطلعة أن حملة واسعة قد انطلقت لجمع أكبر قدر من التوقيعات على عريضة طويلة مضمونها التنديد بتصريحات "الاتهامات" التي أطلقتها الروائية أحلام مستغانمي ضد وزارة الثقافة، وأشارت هذه المصادر إلى أن الحملة تهدف إلى الرد على أحلام، والإشادة "بجهود" وزيرة الثقافة، خلال تنظيم تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. المطّلعون على خلفيات الساحة الثقافية كشفوا كذلك، على تداول كواليس الصالونات، عريضة أخرى مضادة يقودها عشاق مستغانمي وأنصارها للتنديد بتهميش وزارة الثقافة للكثير من المبدعين خلال سنة الثقافة العربية، واعتماد أسلوب الكرنفالات في إقامة التظاهرات الثقافية في هذه السنة، وكذا مساندة تصريحات أحلام في اتهامها للوزارة بتبديد الأموال العمومية. وفي هذا السياق وحسب هذه المصادر، فإن مستغانمي تكون قد التقت الكثير من الشخصيات والوجوه الثقافية في الأيام الأخيرة خلال إقامتها في الجزائر، وقد أفضت هذه اللقاءات المارطونية إلى تحضير خطة تحرك وإرساء أرضية مناسبة لمواصلة الضغط على وزيرة الثقافة، والكشف عن كل "التجاوزات"، والأخطاء التي ارتكبت في السنة الماضية، وهي الشخصيات التي تكون قد زودت مستغانمي بالكثير من الملفات المتعلقة باتهاماتهم. وفي هذا السياق، تجرى اتصالات مكثفة مع العديد من المثقفين والفنانين في مختلف مناطق الوطن من أجل جمع عدد كبير من التوقيعات على عريضة الاحتجاج، في انتظار رفعها إلى السلطات العليا، كما تسعى هذه التحركات إلى طلب لقاء مع رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم ، باعتباره رئيس اللجنة الوطنية لتنظيم عاصمة الثقافة العربية، لتبليغه بهذه "التجاوزات والأخطاء"، والمطالبة بعدم تكرارها في المواعيد القادمة. ويعتبر اللجوء إلى رئيس الحكومة من طرف أنصار مستغانمي، خطوة استباقية قبل تقديم وزيرة الثقافة لتقرير حصيلة التظاهرة إلى الحكومة، كما يسعى أنصار مستغانمي إلى الاتصال بلجنة الثقافة بالبرلمان لتفعيل دورها الرقابي، وفتح حصيلة عاصمة الثقافة العربية في نقاش مفتوح في البرلمان. من جهة ثانية، كشفت مصادر أخرى أن العريضة المضادة لأحلام مستغانمي، يقودها بعض مديري الثقافة في بعض الولايات والذين سارعوا إلى الإعلان عن معارضتهم لتصريحات مستغانمي والتنديد بها، سواء في بيانات أو مقالات وتصريحات نشرتها الصحافة الوطنية، والذين يهددون، حسب المصادر ذاتها، بكشف الكثير من الفضائح والأسرار، إذا تواصلت حملة الاتهامات ضد وزارة الثقافة وعاصمة الثقافة العربية. ويعمل هؤلاء على إعداد تقارير مفصلة عن النتائج الثقافية "الإيجابية" التي تحققت من خلال تنظيم الأسابيع الثقافية الوطنية. وهي الحملة التي كانت قد نجحت في أزمات سابقة وحسمت لصالح وزارة الثقافة، كونها اعتمدت على إطارات تحسن إدارة الأزمات، ولديها الكثير من وسائل تحريك الساحة الثقافية، من خلال شبكاتها المتنفذة في وسائل الإعلام، وسيطرتها على الساحة الثقافية في الولايات، وهي التي نجحت في إسقاط ثورات الناقمين عليها من المثقفين الذين لم يشاركوا في الأسابيع الثقافية الوطنية في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. ويخشى أنصار وزيرة الثقافة أن تفجر أحلام مستغانمي قنابل في وسائل الإعلام العربية، وهي المواقع التي نقلت تصريحاتها في الجزائر، وتستعد الكثير من هذه المنابر الإعلامية لتنظيم لقاءات وحوارات مع مستغانمي، خاصة اللبنانية والمصرية منها، وهي اللقاءات التي اقترحها عليها أنصارها لرفع أسهمهم في هذه المعركة، والتي قد تستخدمها مستغانمي لتكثيف الضغط على وزارة الثقافة قبل اجتماع وزراء الثقافة العرب في جدة الشهر القادم، وهو الاجتماع الذي سيخصص لتقديم تقرير الجزائر حول تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. حسام. م