تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الخميس، الهجوم المسلح على 12 شخصاً بالقرب من مجمع سياحي في داغستان جنوبي روسيا. وكان مسؤول بوزارة الصحة في منطقة داغستان قال الأربعاء، إن مسلحاً فتح النار على مجموعة من السائحين كانوا يزورون قلعة تاريخية في المنطقة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين. وتُشتهر داغستان بأنها مركز لعمليات التجنيد التي يقوم بها تنظيم "داعش". ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن المسؤول قوله "نتيجة هجوم ببندقية أصيب 12 شخصاً توفي أحدهم". وأضاف المسؤول، أن أربعة من المصابين في حالة خطيرة ويتلقون العلاج. ولم يتم التعرف على المهاجم، بينما تقوم السلطات بالبحث عنه. ويخضع الحادث لعمليات تحقيق من قبل لجنة تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الروسي. وشهدت داغستان الأعوام الثلاثة الماضية هجمات عنيفة متكررة من قبل إسلاميين بدّل العديد منهم ولاءاتهم من القاعدة إلى تنظيم "داعش"، بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وصرح زعيم الجمهورية رمضان عبد اللطيف لوكالة إنترفاكس، أن منفذي الهجوم قد يكونون "مجموعات من اللصوص أو مقاتلين نجوا من معارك ويريدون الانتقام". وفي أكتوبر، دعا زعيم جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، أبو محمد الجولاني الجهاديين في القوقاز لمساعدة الجهاديين في سوريا من خلال ضرب روسيا، وذلك بعد بدء موسكو حملة غارات جوية على سوريا لدعم نظام بشار الأسد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن أحد أسباب حملته العسكرية الجوية في سوريا يكمن في أن الآلاف من مواطني الجمهوريات السوفييتية السابقة يحاربون في صفوف تنظيم "داعش"، مقدراً عددهم بحوالي سبعة آلاف، مشيراً إلى أن الحملة تهدف إلى استهداف الميليشيات العسكرية في سوريا قبل أن تقوم هي باستهداف الداخل في روسيا. وأثار انضمام مقاتلين جهاديين من منطقة القوقاز الروسية قلق السلطات الروسية، خاصة في ظل التقديرات التي تشير إلى انضمام حوالي 2000 من الجهاديين إلى تنظيم "داعش" في سورياوالعراق. في ذات الوقت، استفاد تنظيم "داعش" من التواجد الروسي التعسفي الوحشي في وضع موطئ قدم له في منطقة القوقاز. وكان غالبية السكان السُّنة في المنطقة أثارهم التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، والذي قتل الآلاف على الأقل من خصومه السُّنة. ورغم أن أرقام الضحايا الذين سقطوا جراء هجمات إرهابية في منطقة داغستان عام 2015 لا تتخطى 95 شخصاً، مقارنة مع 208 في 2014 و 413 في عام 2011، إلا أنه من المعروف أن تنظيم "داعش" لا يزال نشطاً في منطقة القوقاز ويستفيد من عامل الوقت بعناية في إعداد الهياكل الإدارية المحلية وتعزيز القدرات العسكرية، وبث لقطات الفيديو الدعائية التي تعد بتوجيه ضربات انتقامية لروسيا. وكان الإمام سلطان كامل أحمدوف، من منطقة القوقاز قد دعا في مقطع فيديو تم بثه في أوت، الشباب المسلم إلى "الانضمام إلى المجاهدين في القوقاز". كما هدد روسيا، قائلاً إن تنظيم "داعش" سيتمدد في نهاية المطاف من العراقوسوريا إلى القوقاز. وأضاف: "إننا سوف نأخذ هذه الأرض بعيداً عنكم. سوف نقتلكم ونذبحكم ونحرقكم. وإذا لزم الأمر، فإننا سوف نغرقكم".