تُكابر متحدية مرور السنوات، لاشيء تغير في نظرها فهي لا تزال تستمع إلى كلمات المدح و الإعجاب، تماما كما كانت في بداية العشرينات التي تجاوزتها لتدخل عقدها الثالث، لا شيء تغير فلا تزال تلك الأنيقة تعاند مرور السنون مغردة خارج السرب، لا تؤمن حتى بتلك المرآة التي كانت صديقتها الوفية كيف وهي واثقة الخطى تمشي بثقة تكسر عنفوان أي رجل، فهي لم ولن تعترف بأن شيء حدث أو سيحدث، ينتهي يومها وتدخل إلى منزلها مثقلة بالمجاملات والكلمات الجميلة والرقيقة من هذا وذاك، تدخل لتستلقي على فراشها البارد فتتذكر أن تلك الأنثى التي زلزل سَمعها طيلة اليوم كلمات جميلة تعيش وحيدة في تلك الغرفة بين أربعة جدران، تحمل لقب " عانس " فلا أحد يطرق باب من تخطت الثلاثين إلا إن كان مطلقا أو أرمل، حالة توافق عليها العديد من النساء لتخرج من ظل الحائط إلى ظل رجل، يحتوي أنوثتها الصارخة التي تحاول الخروج والانفجار لتذيق آدم أسعد ما قد يعيش رجل في الحياة، لكن هيهات هيهات، فالندم لا يعيد ما كان!