قد لا يستطيع الكثير تصديق قصته، وقد يظنها البعض الآخر إحدى قصص الحب الرومانسية المقتبسة من الدراما التركية، لكن هي قصة السيد حجَام فاتح الواقعية الرجل الذي عاهد نفسه ألا يفارق زوجته المريضة حتى يمن الله عليها بالصحة و الشفاء أو يرافقها نحو دار القرار .. كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء، حين وصلنا لشقة العائلة الكائنة بإحدى عمارات وسط مدينة وهران، وجدنا الزوجة فاطمة تئن من شدة الآلام حتى خارت قواها، حسب ما أكده زوجها فإن شريكة حياته وأم أبنائه الثلاثة، بدأت قصة معاناتها قبل عامين فقط، حين أحست بحالة تململ في أطراف جسدها لتتطور الأعراض وتصاب بشلل في ظرف قياسي، جعل فاطمة هيكل بلا روح وجسد يخرج منه الديدان، فضلا عن الرائحة النتنة التي تصدر عن الجروح والتقرَحات الكثيرة التي انتشرت بعدة مناطق من جسدها ناتجة عن مكوثها لعدة أشهر على سرير المرض . وحسب ملفها الطبي فإن السيدة فاطمة صاحبة ال42 سنة تعاني من مرض نادر يصيب المخ يدعى التصلب اللويحي la sept scelorose en plaque وهو مرض أصابها بشلل كلي، والأدهى من كل ذلك أن كل مستشفيات ولاية وهران رفضت استقبالها بحجة الضغط وغياب أسرة كافية، الأمر الذي جعل زوجها العاطل عن العمل يحول مسكنه العائلي لمستشفى صغير، حيث صار يلعب دور الطبيب والممرض وكل شيء، يقوم بتغيير الضمادات ووضع لها الحفاظات وتغيير قارورات المصل، بمساعدة المحسنين وبعض الجيران والأقارب، المهم مثلما صرح أن تكلل تلك التضحيات بشفاء الأم التي اشتاقت لاحتضان أطفالها، لكن الداء يجعلها لا تقوى حتى على فتح عينيها. قصتها تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التسلية مرات ومرات أخرى بغرض نبيل، لكن ما يهم اليوم السيد حجام هو تدخل وزير الصحة عبد الملك بوضياف وتوجيه تعليمات لمدراء إحدى مستشفيات الجزائر للتكفل بها، لأن مرضها قد يحمل نسبة كبيرة من الشفاء، بدليل أن هناك الكثير من المواطنين من اتصلوا به وأكدوا له أن أفراد عائلاتهم نجوا من هذا المرض النادر ويتمتعون اليوم بصحة مستقرة بفضل التكفل بهم بإحدى مستشفيات تونس، "لا أطلب منكم المال ولا منحي وأطفالي الطعام، بل همي الأكبر هو تسهيل الطريق نحو إحدى المستشفيات التي يمكنها أن تتكفل بحالة زوجتي التي لم تعد قادرة على الصمود أكثر، بدليل أنها صارت تدعو المولى ليقبض روحها، ويخلصها من المعاناة والآلام الشديدة التي تعاني منها".