يقبع السيد بوعرعور عبد النور منذ ال13 أكتوبر الماضي، في مصلحة طب الأعصاب بالمستشفى الجامعي ابن باديس في قسنطينة، للعلاج من عدة أمراض، غير أنه يعاني من الإهمال منذ تاريخ 11 نوفمبر الجاري متروكا يقاسي الأمريّن، بعدما قامت المصلحة بتسريحه لتوجّهه إلى مصلحة الأمراض المعدية التي رفضت استقباله. تعود قصة عبد النور، 41 سنة، المنحدر من ولاية سطيف، مع المرض لبضع سنوات، حيث كان مصابا بمرض “الكرون” وهو التهاب مزمن في الأمعاء، وكان يتعاطى العلاج عند كل أزمة تصيبه في مستشفى عين الكبيرة، غير أن آخر نوبة أصابته، في شهر سبتمبر الماضي، جعلته يمكث بالمستشفى فترة أطول، مما جعله عرضة للعدوى بأمراض أخرى إلى جانب تقرحات جلدية بسبب طول البقاء مستلقيا على السرير. ولم تكن العدوى التي أصابته بسيطة، فقد أصيب بمرض السل، ومرض التهاب السحايا، ليتم تحويله من مستشفى عين الكبيرة إلى مستشفى بن باديس بقسنطينة، حيث وجه إلى مصلحة الأعصاب للعلاج من مرض التهاب السحايا، غير أن بعض المختصين جزموا ل«الخبر” أن مرض التهاب السحايا من اختصاص مصلحة الأمراض المزمنة، شأنه شأن مرض السل. وحسب زوجة المريض المقيمة معه في قسم النساء، فإن صحة زوجها في تدهور مستمر، خاصة وأنه انقطع عن تناول دواء السل لمدة 20 يوما داخل هذه المصلحة، ليتم إحضاره بعد ذلك. علما بأن الكمية التي يتوفر عليها تشارف على الانتهاء. كما أن المصلحة المذكورة توقفت عن علاج المريض منذ 11 نوفمبر لأنها قامت بتحويله لمصلحة الأمراض المعدية التي لم تستقبله، ليبقى في تلك الغرفة مهملا ولا يلتفت إليه أي طبيب أو ممرض. عبد النور، الذي زارته “الخبر” للاطلاع على وضعيته، مجرد جسد لا يتحرك ولا يصدر منه إلا الآهات وأنين الوجع، يصارع المرض بمفرده، في الوقت الذي تعج به أروقة ومكاتب المستشفى بأصحاب المآزر البيضاء والطواقم الخضراء والزرقاء، تتدلى من رقابهم أجهزة قياس الضغط.. باستثناء شريكة حياته التي تتمسك بأمل شفائه. شكوك الأطباء وقد أكد بعض الأطباء ل”الخبر” أن ما يعاني منه نورالدين مجرد شك في إصابته بمرض التهاب السحايا ويستدعي ذلك إدخاله مصلحة الأمراض المعدية، كما أن المعايير الطبية الدولية لعلاج مرض السل تستدعي أن يمكث المصاب به 6 أشهر كاملة في المستشفى وأخذ العلاج دون انقطاع وهو دواء “RHZE”، والذي انقطع عنه المريض مرتين بعد أن أمرت إدارة المصلحة بالتوقف عن علاج هذا المريض وتهديد زوجته التي ترفض إخلاء سرير زوجها الغائب عن الوعي، بإحضار الدرك الوطني. ولم تعد الزوجة المسكينة قادرة على تحمّل الوضع، حيث أنها تستجدي أبسط الأشياء لتعالج زوجها بمفردها على غرار الضمادات، ورغم أن البروفيسور المسؤول عن المصلحة يعطي أوامر بمنحها المستلزمات، كما قالت، غير أنها تقابل بالنهر دون أن تعطى أي شيء، والأدهى من هذا أنها منحت ابنتهما الرضيعة ذات العام و3 أشهر لأهل البر والإحسان كي يتكفلوا بها في ظل تخلي العائلة عنهما وملازمتها لزوجها العليل الذي قد يفارق الحياة في أي لحظة. إدارة المستشفى تبرر من جهتها، بررت إدارة المستشفى، على لسان مسؤولي خلية الاتصال، عدم استقبال المريض في مصلحة الأمراض المعدية، أن إدارة مصلحة الأعصاب لم تتقدم بطلب تحويل المريض للمصلحة المذكورة وهو ما أكده البروفيسور أوبيرة المسؤول عن مصلحة الأمراض المعدية. أما البروفيسور حمري المسؤول عن مصلحة الأعصاب، فقد رد على لسان المكلف بالإعلام، أن حالة هذا المريض مستقرة بعد أن تم التكفل به مدة شهر كامل وعلى أهله نقله إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى سطيف وذلك بعد أن تحسنت حالته.