عناصر من الجماعة السلفية تبنى تنظيم جماعة حماة الدعوة السلفية تحت إمارة محمد بن سليم المعروف ب"سليم الأفغاني" الاعتداء الإرهابي الأخير الذي استهدف حاجزا للدرك الوطني بمدخل مدينة بومدفع بولاية عين الدفلى وخلف مقتل دركي والاستيلاء على قطعة سلاحه من نوع كلاشينكوف. * * لكن اللافت أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) كانت قد تبنت في آخر بيان لها سلسلة من الاعتداءات منها عملية دلس واعتداء عين الدفلى الذي كانت "الشروق" قد أشارت الى أنه من تنفيذ كتيبة "الأهوال" التابعة لحماة الدعوة السلفية وهو ما أكدته في بيان نشر في موقعها على الانترنيت. * وليست هذه المرة الأولى التي يتبنى فيها تنظيم درودكال اعتداءات لا صلة له بها قد يكون أبرزها الاعتداء على مطار جانت الذي نسبه الى يحيى جوادي (أبو عمار) أمير الصحراء، لكن جماعة مسلحة بالجنوب سلم أفرادها أنفسهم للسلطات كشفوا عن تفاصيل هذه العملية التي قاموا بها هم وليس أتباع درودكال الذي اعتمد مؤخرا استراتيجية تضخيم الحصيلة والتغاضي عن خسائره، وتبني اعتداءات إجرامية وأخرى إرهابية من تنفيذ جماعات أخرى في محاولة للتغطية عن عجزه عن تنفيذ اعتداءات خاصة خلال شهر رمضان الكريم الذي شهد اعتداء انتحاريا وحيدا كان فاشلا بعد القضاء على إرهابيين اثنين وتوقيف آخر في نفس المكان في ظل المخطط الأمني الناجع إضافة الى التأكيد على انتشاره عبر مناطق عديدة في الغرب وعدم انحسار نشاطه في معاقله التقليدية لتتحول قيادة درودكال الى الدعاية الإعلامية مجددا في ظل العجز عن النشاط الميداني. * وتؤكد هذه الإعتداءات على صعيد آخر، عودة هذا التنظيم الإرهابي الى النشاط في معاقله السابقة بالجهة الغربية بعد أكثر من 3 سنوات من "الهدنة" لإعادة ترتيب التنظيم وتدارك ضربات قوات الجيش، وقاد بالمقابل "حملة تجنيد" من خلال التبرؤ من الاعتداءات الانتحارية التي تبناها تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) وذهب الى حد اتهام أتباعه ب"الخوارج" وندد باستهداف المدنيين وهو ما ذهب إليه البيان الذي نشر على موقع التنظيم الإرهابي على الانترنيت وأشار فيه إلى أن الاعتداء "وقع في منطقة آهلة بالسكان". * وصدر البيان في 28 سبتمبر الماضي، لكن مصادر مؤكدة تشير إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يكون أيضا وراء الاعتداء الإرهابي الثاني الذي استهدف نفس الحاجز الأمني التابع للدرك ببومدفع دون أن يخلف أية إصابات وأيضا مجزرة تيسمسيلت التي راح ضحيتها 6 من أعوان الحرس البلدي، تم التنكيل بجثتهم، ويبدو أن الهدف من تنفيذ هذه الاعتداءات هو جمع الأسلحة والذخيرة تمهيدا للعودة الى النشاط الإرهابي وهو ما كان قد كشف عنه الإرهابي التائب الذي سلم نفسه مؤخرا الى فرقة الدرك بهنين بتلمسان عندما صرح أن التنظيم يسعى لتفعيل نشاطه في معاقله السابقة بغليزان، سيدي بلعباس، سعيدة، الونشريس الى غاية حجوط وقوراية بولاية تيبازة، وتم التركيز على جمع السلاح والذخيرة في ظل الوضع الصعب الذي يواجهه تنظيم "سليم الأفغاني". * * العمليات العسكرية ستكون شاملة دون "تمييز" بين الجماعات الإرهابية * * وبرأي متتبعين للشأن الأمني، تأتي هذه التحركات على خلفية الحصار الذي فرضته قوات الجيش على معاقل التنظيم في الغرب الجزائري (حيث كان أفرادها يعترضون الرعاة في تلمسان للاستيلاء على المؤونة)، آخرها عملية التمشيط الواسعة بجبال تسمسيلت بداية العام الجاري التي أشرف عليها ميدانيا نائب قائد الناحية العسكرية الثانية. * وكان الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي قد زار بعض ولايات الغرب مؤخرا وأشرف على لقاء جهوي بالناحية العسكرية الثانية بوهران وحث على تكثيف العمليات العسكرية تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وشدد على عناصره على عدم ايلاء أي اهتمام لتسميات الجماعات الإرهابية وأن مكافحة الإرهاب ستكون شاملة دون تمييز أو استثناء، لأن الجماعات الإرهابية تستغل هذه التسميات لتضليل الرأي العام ومحاولة التأكيد على أنها منظمة ومهيكلة. * وقال خبير أمني سألته "الشروق" حول خلفية عودة الاعتداءات الإرهابية ببعض مناطق الغرب الجزائري بعد فترة هدنة غير معلنة، إنه تم تفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد بشكل لافت في الأشهر الأخيرة بولايات تلمسان، مستغانم، غليزان، سيدي بلعباس، وهران، إضافة إلى شبكات دعم كانت تنشط على الحدود وتضم مهربين كانت تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية بالمؤونة من عائدات المخدرات والوقود حسب تحقيقات أمنية.