لم يكن ذلك الشيخ العجوز الذي رفع يديه للسماء وهو متكئ إلى إحدى عرصات المسجد الأقصى بعد سماعه بمجزرة العامرية، يظن ان الله يخلف وعده بالاستجابة للمظلومين.. كانت تلك الدعوة المقهورة المكلومة هي لسان حال قلوب كل العرب والمسلمين.. * وكل يوم كانت فيه أمريكا ترتكب جريمة جديدة في العراق وأفغانستان والصومال ولبنان وفلسطين كان الطيبون من المسلمين الفقراء والمسحوقين يجأرون بدعواتهم ويهرعون إلى باب الله الفعال لما يريد العزيز الجبار ان ينتقم لهم من الظالمين، فحسبهم الله ونعم الوكيل..لم تكن تلك الدعوات فقط محالة إلى الغيب الذي تضبط إيقاعاته حسابات إلهية ليس لها صلة برغبات البشر أو أمزجتهم، بل كانت تقود مشاعر الأمة نحو الحقد المقدس على النموذج الغربي الحضاري الشرير..كانت الصورة تكتمل بأن هذه الحضارة الغربية التي تقود كبرها الولاياتالمتحدةالأمريكية ما هي الا تكريس لقوى الشر والطغيان والرذيلة وقهر الشعوب واستغلال الإمكانيات في معارك قذرة والمستفيد من كل ذلك طبقة محدودة من الأشرار الذين يمتلكون شركات متعددة الجنسيات ويسيطرون على العالم بجملة تشريعات كاذبة يتغطون بها. * المقاومة العراقية بالأمس، سجلت هدفا جديدا لصالح انهيار القلعة الشيطانية.. فلقد قصف المجاهدون العراقيون بصاروخ من نوع "قراد" قاعدة عسكرية أمريكية.. وكأنهم يقولون ان الفصل القادم من المعركة سيكون أكثر شراسة من السابق وهذا ما أكده قائد الجيوش الأمريكية في الخليج، حيث اعتبر ان الوضع خطير وقادم على تطورات مرعبة.. وفي العراق أيضا لا يستطيع أحد من عملاء امريكا ان يبسط يده للإسرائيليين، رغم ان الموساد الإسرائيلي يتغلغل الآن في المؤسسات العراقية تحت سمع وبصر وحماية القوات الأمريكية. * وفي الصومال يكون المجاهدون الآن قد حرروا معظم المناطق الصومالية وأصبحت مقديشيو تحت نيران الثوار الذين لقنوا الأمريكان درسا لن ينسوه وتستمر مقاومة الصوماليين لفرض صيغة حل تضمن لبلدهم الحرية والاستقلال وطرد الأجنبي المحتل. * أما أفغانستان، فها هو الشعب الأفغاني يملي شروطه على حكومة قرضاي العميلة ويضغط بعنف على قوات التحالف لتصبح حياتها جحيما لا يطاق وتبدأ الأصوات تأتي من بريطانيا وألمانيا وفرنسا لتضغط على صناع القرار في تلك البلدان للتراجع عن الدفع العسكري نحو التصعيد في أفغانستان وضرورة ووضع آلية انسحاب من هناك.. * في العراق ولبنان وفلسطين والصومال وأفغانستان الأمة تقاوم وهو خندق الشرف في الأمة لا يختار سواه، إلا من أصاب إيمانه خبث وعزيمته وهن وضميره انحراف ونفسه هزيمة..انه خط الكرامة ينحاز إليه كل ذي لب بصير مؤمن بأمته ومستقبلها وستستمر المعركة وسينتصر جند الأمة جنود الحق والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يشعرون.