هو واحد من الأسماء البارزة في سماء الطابع الغنائي الشاوي الأصيل، قدم ولازال يقدم أفضل ما جادت به حنجرته الذهبية ليجعل من فنه المطلوب رقم واحد في الأعراس والحفلات العائلية بامتياز، هو الفنان عبد الحميد بلبش الذي كان لنا معه الحوار التالي. لكل فنان محطات بارزة في مسيرته الفنية فما هي أهم محطات الفنان عبد الحميد بلبش؟ بدايتي كانت مع فرقة نوميديا الأوراس التي عملت معها لعدة سنوات أنتجنا فيها ألبوما واحدا، لأستقل بذاتي الفنية بعدها وأقدم للجمهور أول ألبوماتي الفردية الذي حمل عنوان "الصلاة على النبي" والذي نال نجاحا باهرا خاصة بالشرق الجزائري، لتليه تجربة أخرى ثنائية مع المطربة الفنانة سلمى بألبوم تصدرته أغنية "علاش تعاديني" والذي بيع منه ما يفوق المليون نسخة حينها، لتتوالى بعدها الألبومات والمشاركات في المهرجانات الوطنية والخارجية الى غاية اليوم . ما تقييمك لواقع الأغنية الشاوية؟ الأغنية الشاوية إجمالا لها جمهور داخل وخارج الوطن، وهذا ليس وليد الصدفة لأن نجاحها ممتد على امتداد سنوات طويلة، فالجميع مثلا يعلم أن عيسى الجرموني الفنان والأب الروحي لهذه الأغنية التراثية هو أول فنان جزائري وعربي يصدح بصوته القوي بقاعة الأولمبيا الشهيرة بقلب باريس منذ بدايات القرن الماضي، ليتواصل بعده حمل الرسالة بأسماء كبيرة كالمرحوم كاتشو الذي يشكل رحيله خسارة كبيرة للفن الجزائري ككل وليس للطابع الشاوي فقط، وبدوري سأحاول القيام بما أستطيعه للحفاظ على هذا الطابع الذي يعتبر ثقافة شعبية راقية . في رأيك هل وصلت الأغنية الشاوية للعالمية؟ كما قلت من قبل فالفنان عيسى الجرموني حين غنى بالأولمبيا معناها أن العالمية بدأت من حينها، وحاليا لابد أن أشير إلى أن مهرجانا للأغنية الشاوية يقام سنويا بأوروبا وصل إلى طبعته السابعة، وللإشارة فقط ففي كل طبعة يقع المنظمون في حرج بسبب الإقبال الكثيف للجمهور والذي تجاوز في إحدى الحفلات ضعفي ما كان مبرمجا من مقاعد للجمهور. كما لا أنسى هنا أن أذكر أن مسؤولية إيصال الطابع الشاوي والأغنية الجزائرية بشكل عام لا يتحملها الفنان وحده فلابد من تكاتف عدة جهات من إعلام ومنتجين محترفين وغيرهم. في رأيك هل قدمت برامج المواهب ما وُجدت لأجله؟ حصص المواهب باختلاف عناوينها وطرق تقديمها هي فرصة كبيرة لكل المواهب الشابة للتعريف عن نفسها، غير أنها تبقى مرحلة هامة وفقط، ولابد من توافر شروط وإمكانات أخرى لإكمال مسيرة تلك الخامات المكتشفة، فكما يقال صعب أن نصل إلى القمة ولكن الأصعب البقاء فيها. مجال فني شبه منسي في الجزائر ألا وهو أغنية الطفل، هل راودتك فكرة لإنتاج مثل هذه الأغاني خاصة لهذه الفئة الحساسة من المجتمع؟ حقيقة الفكرة موجودة منذ فترة، وأعد الجمهور هنا بأني لن أبخل بطرح البوم كامل للبراءة في أقرب وقت إن وجدت فقط من يزوّدني بكلمات وألحان لهذا اللون الغنائي الجميل. من جهة أخرى ..أنا بصدد وضع آخر الروتوشات على ألبوم جديد سيرى النور بإذن الله نهاية مارس القادم، أهم ما يميزه هو استعمالي لآلة الزرنة التقليدية لأول مرة في مشواري الغنائي.