الأستاذ الضحية: محمد بن شهيدة رفع الأساتذة الجامعيون، وبصوت عالي، صرخة للسلطات الوصية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان الحماية الاجتماعية لهم داخل الحرم الجامعي، عقب حادثة مقتل زميل لهم بمكتبه بجامعة مستغانم، على يد طالب جامعي في السنة الثالثة، حيث قال هؤلاء "لسنا في أمان جسديا ولا مهنيا وعلى السلطات أخذ بعين الاعتبار تصاعد وتيرة الاعتداءات الجسدية ضد الأستاذ". * وقد قرر الأساتذة الشروع في أيام احتجاجية بداية من يوم الثلاثاء. * اتهم، فؤاد جمعي، المكلف بالتنظيم بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي "الكناس"، في تصريح ل "الشروق اليومي"، الإدارات المركزية بالجامعات ورئاسة الجامعة الجزائرية ب "التواطؤ"، مع بعض المنظمات الطلابية والعمالية، ضد الأستاذ الجامعي، واعتبر أن تصاعد وتيرة الاعتداءات ضد الأستاذ هو نتيجة لا مبالاة، وقال إن حالات الإعتداء "تتكرر عدة مرات أسبوعيا وحتى يوميا"، مضيفا أنها لم تصل لغاية القتل بفعل إجرامي. * وأوضح جمعي أن جامعات العاصمة شهدت أكبر حالات التعدي، مشيرا إلى قضية إقدام طلبة منضوين تحت لواء الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، في السنة الجامعية 2004/2005، على حجزه شخصيا حينما كان يشغل منصب مدير الدراسات لقسم اللغة الانجليزية بجامعة بوزريعة، مفيدا أن الطلبة سعوا لإخضاعه لقراراتهم. * ويشار الى أن الأستاذ محمد السايحي توفي، السنة الماضية، بجامعة الجلفة بسبب احتجاج نظمه الطلبة، حيث تعرض لسكتة قلبية، وطوي الملف دون أي عقوبات، ما يرجح تكرر السيناريو مع أستاذ آخر من جامعة أخرى "لا قدر الله"، حسب محدثينا، إذا لم تتدارك السلطات الوصية الأمر في أسرع وقت، كما تعرض أستاذ بجامعة ايسطو بوهران منذ عامين، وهو رئيس قسم الجذع المشترك، للتعدي جسديا من قبل طالب، تسبب له في عجز بسبب النقاط. * وأكد عضو المكتب الوطني ل "الكناس"، أن الأستاذ لا يستطيع حاليا اتخاذ الإجراءات العقابية ضد الطالب بسبب ما وصفه بتواطؤ لجنة المداولات، محملا إياها رفض النتائج، من خلال اتخاذ عميد الجامعة قرار إعادة الامتحانات بصفة شكلية، "لتمرير طلبة محتجين، رغم أن الأستاذ قرر عدم تمريره"، موضحا تنصل السلطات من مسؤولياتها، معتبرا أنه لا يجب بقاء منطق تصفية الحسابات بالجامعة "لان الطالب عنصر مهم في البحث ولا نأمل أن يصبح الند للند مع الأستاذ". * على صعيد مخالف، أشار جمعي لخطورة القتل في هذه المرة، باستثناء حالات كثيرة لتهديد مسؤولين وأساتذة، وقال إن ذلك سينعكس على التحصيل البيداغوجي بدفع الأستاذ إلى منح النقاط بطرق عشوائية، مطالبا الوصاية بأخذ بعين الاعتبار مشكل أمن وحماية الأساتذة، حيث قال إنه بجامعة الجزائر لوحدها 1000 عون حراسة "غير أن التسيب لايزال قائما"، مستدلا بحادثة سرقة سيارة من حظيرة بوزريعة، وصعوبة ركن الأساتذة لسياراتهم في الساعة الثامنة صباحا، متسائلا "من يركن سيارته بالحظيرة؟".