بعد أيام من الصمت الرسمي الإسرائيلي على القرار الخليجي الذي صنّف حزب الله تنظيما إرهابيا، رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالخطوة الخليجية، ولفت في كلمة ألقاها من على منصّة الكنيست الإسرائيليّ إلى أنّ "دولاً كثيرة في العالم باتت تعي أكثر من أي وقتٍ مضى أنّ إسرائيل ليست عدوًا لها". وصف نتنياهو قرار مجلس التعاون الخليجي بأنّه "تطور مهم جدًا، بل ومدهش". وتابع: لكن ما هو أكثر دهشة هو أنّ حزبين هنا في الكنيست أدانا قرار دول الخليج. وأنا أريد أن أقول لكم إنّكم مواطنو الدولة، في داخل هذه الدولة، فهل فقدتم عقلكم؟ سائلاً باستهجان: هل تدينون دول الخليج التي أعلنت حزب الله منظمة إرهابية؟. علاوة على ذلك، رأى رئيس الوزراء الإسرائيليّ أن أبعاد هذا القرار ومفاعيله تشير إلى أنّ هناك "تغييرات كبيرة في العالم العربيّ، حتى لو لم تصل إلى "أجزاءٍ معيّنةٍ" في الكنيست"، في إشارة إلى النواب العرب المعارضين للقرار الخليجي. يذكر ان حزبين عربيين عضوين في البرلمان الصهيوني (الكنيست) وهما حزب التجمع الوطنيّ الديمقراطيّ، والجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة، قد ندّدا بالقرار الخليجي الذي اعتبر حزب الله تنظيما إرهابيا. وقد أثارت هذه الإدانة حفيظة تل أبيب التي طالب مسؤولوها بتجريم الحزبين بتهمة "العمل ضدّ المصالح الإسرائيليّة"، حيث تمّ تحويل الإدانة إلى "لجنة الآداب" في الكنيست لمُعاقبة الحزبين، اللذين توجه إليهما نتنياهو قائلاً: هل ستؤيّدون حزب الله عندما سيقصف القرى التي تعيشون فيها؟ وأردف نتنياهو قائلاً: أستطيع أنْ أقول إن دولاً كثيرة في العالم باتت تعي أكثر من أي وقت مضى أنّ الدولة العبريّة ليست عدوًا لها، بل تقف إلى جانبها في الصراع ضدّ تنظيم "داعش". وتابع قائلاً "في الاتصالات الجديدة إمكانية كبيرة لتغيير الواقع السياسي في المنطقة. هم، أيْ دول الاعتدال العربيّ، يمنحون الأمل لمستقبل أفضل لكل شعوب الشرق الأوسط، وآمل أن تُسهم هذه العلاقات في علاقاتنا مع الفلسطينيين، أوْ على الأقل مع الفلسطينيين الذين يريدون أن نتعايش معهم بسلام"، على حدّ تعبيره. من جهته، رحبّ وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالقرار الخليجي، ووصفه بأنّه "خطوة مهمّة ودراماتيكية"، وطالب بالعمل على حثّ خطوات أخرى دولية لفرض عقوبات على حزب الله، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "القرار الخليجيّ هو حدث يُمكن أنْ يؤسس عليه". وأوضح كاتس أيضًا أنّه يتحتّم على إسرائيل "استغلال هذه التطورات من أجل التحرك دوليًا لفرض عقوبات اقتصادية وشخصية على حزب الله وزعيمه، على أنْ يشمل التحرك الدفع باتجاه إصدار قانون في الكونغرس الأمريكيّ مشابه للقوانين العقابية ضدّ إيران". ودعا كاتس رؤساء أحزاب المعارضة في الكنيست إلى المساعدة في العمل على "هذه الخطوة الحيوية جدًا لأمن دولة إسرائيل".