لا يزال تكريم أعمدة الفن الرابع متواصلا بمسرح قسنطينة الجهوي، وذلك من خلال مبادرة الفضاء الثقافي "نادي المزهر المسرحي"، الذي أنشىء خصيصا للتواصل فيما بين الأجيال، للحوار، ومحطة للاعتراف بالتضحيات التي قدمها الممثلون والممثلات منذ سنوات طويلة، رغم الإمكانيات البسيطة، حيث كان لهم الفضل في أن يكون لمسرح قسنطينة سمعة لا يُستهان بها حاليا. تم الأحد تكريم ثلاثة أسماء مسرحية لامعة شكلت ذاكرة المسرح القسنطيني وهي: الممثل القدير عنتر هلال، إلى جانب الممثلين عبد الرزاق عياد، وجمال الدين عباد، وكان ذلك بحضور مدير المسرح الجهوي محمد زتيلي، أصدقاء الممثلين وابني الفقيدين: بلال عياد ومهدي عباد اللذان كانت فرحتهما لا توصف. وسوف يتواصل التكريم لوجوه أخرى، كان لها حضورها المميز في تاريخ مسرح قسنطينة، وهذا من خلال الجلسات التكريمية للنادي مرة كل نصف شهر. وقد حث مدير مسرح قسنطينة الجهوي محمد زتيلي، كل الفنانين والممثلين على توثيق أعمالهم، ووضعها في أرشيف المسرح الذي سيعاد له الاعتبار، حتى تكون مرجعية تاريخية للباحثين المختصين، وذاكرة للأجيال القادمة. وكانت الفرصة سانحة للتذكير بإنجازات الفقيد عبد الرزاق عياد، من خلال شهادة كل من الممثل جمال دكار، مرواني نورالدين وعيسى رداف، حيث تمت الإشارة إلى أن الفقيد كان ممثلا هاويا بمسرح العالم الصغير بكلية الشعب سابقا في الفترة ما بين 1970-1974، وشارك في أعمال مسرحية من بينهما: "هذا يجيب هذا، الرفض، الكلمة والصخرة، كما اهتم بعالم الموسيقى، وأما الممثل عباد جمال الدين، فإنه شارك في معظم الأعمال المسرحية المنتجة من طرف المركز الجهوي للعمل الثقافي الذي أنشىء عام 1965، واحترف التمثيل أيام المسرح الجهوي لعنابة وقسنطينة، وفي سنة 1975 ظهر بالعمل المسرحي "حسنة وحسان"...إلخ. وعبّر عنتر هلال عن فرحته الكبيرة بالتكريم الذي حظي به من طرف النادي، واعتبره التفاتة ومبادرة طيبة، يتمناه للجميع، خاصة وأنه بالمناسبة تم تكريم الفقيدين الزميلين عبد الرزاق وجمال الدين، الذي كان له احتكاك طويل بهما، مؤكدا أن فقدانهما يعد خسارة كبيرة لمسرح قسنطينة، فنيا، إداريا وتقنيا.