يولد في الجزائر سنويا أكثر من 5 ألاف رضيع بإعاقات سببتها ظروف الولادة السيئة، كما تتوفى أكثر من 600 امرأة حامل أثناء الولادة من مجموع 946 ألف امرأة حامل سنويا، تسجلها بلادنا. الأرقام تؤكد فشل الجزائر في بلوغ أهدافها التي سطرتها بشأن تخفيض نسبة وفيات الأمهات أثناء الولادة إلى 50 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث لا تزال النسبة مرتفعة وتصل في الوقت الحالي إلى 60.3 لكل 100 ألف ولادة حية، حسب أرقام للمخطط الوطني لتخفيض وفيات الأمهات 2015-2019 لوزارة الصحة. رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص المعاقين عتيقة معمري، أوضحت أن مصلحة الأمومة لمستشفى بني مسوس تسجّل لوحدها 3500 إعاقة للرضع سنويا، بحسب دراسة قامت بها المصلحة في وقت سابق وتتوزع بقية الحالات على مستشفيات الجزائر الأخرى بنسب متفاوتة، مؤكدة أن الرقم الحقيقي يبقى أكبر من هذا بكثير ويحتاج إلى الدراسة والبحث من أجل إيجاد حلول عاجلة، سيما وأن هؤلاء الأطفال في الغالب يطوّرون إعاقات كبيرة، الأمر الذي كان بالإمكان تفاديه. وفي هذا السياق كشفت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص المعاقين عن مشروع جديد يخص "تعزيز قدرات القابلات ومهنيي الطفولة في الجزائر 2016-2019" بالتعاون مع جمعية التضامن الدولية "صحة الجنوب" ومؤسسة "سانوفي أمل". وفي هذا السياق، أوضحت عتيقة معمري رئيسة الفيدرالية أنّ الأمر يتعلق بتكوين القابلات لمدة ثلاث سنوات لمرافقة أمهات المستقبل وتوجيههن بما يجنّبهن القلق والضغط قبل الولادة، وكذا تدريب القابلات على كيفية إنقاذ حياة رضيع في خطر، وبالأخص حالات الاختناق التي يتعرضون لها. التكوين سيكون بموجب اتفاقية بين وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وسيخص القابلات في مصالح الأمومة على مستوى باب الواد وبني مسوس والقبة وكذا وهران. وتهدف الفيدرالية، حسب ممثلتها، إلى تكفل مبكر لتقليص الإعاقة لدى المواليد الجدد، والتي تكون في أحيان كثيرة بسبب ظروف الولادة غير الجيدة وغير الملائمة. وسيتم تكوين 557 مستخدم في الصحة من العملية، كما ستستفيد جميع المريضات من التشخيص الخاص بأخطار الولادة.